باكستان تمدد إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية

أعلنت باكستان تمديد حظر عبور الطائرات الهندية لمجالها الجوي حتى الرابع والعشرين من أكتوبر 2025، في خطوة تعكس استمرار التوترات بين البلدين النوويين المجاورين.
وجاء هذا الإعلان يوم الجمعة الماضي، 19 سبتمبر 2025، عبر إشعار رسمي من هيئة الطيران المدني الباكستانية (PAA)، حيث يدخل الحظر حيز التنفيذ فوراً ابتداءً من الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت باكستان، ويستمر حتى الساعة الرابعة والخمسين دقيقة صباحاً تقريباً في 24 أكتوبر.
وفقاً لبيان المتحدث باسم الهيئة، سيف الله خان، الذي نقلته وسائل إعلام باكستانية، “سيبقى المجال الجوي الباكستاني مغلقاً تماماً أمام الطائرات المسجلة في الهند، ويشمل ذلك جميع الطائرات المملوكة أو المشغلة أو حتى المستأجرة من قبل شركات الطيران الهندية، بالإضافة إلى الرحلات العسكرية”.
اقرأ أيضًا: شراكة عسكرية جديدة: كيف يغيّر التعاون السعودي–الباكستاني موازين القوى في المنطقة؟
وأكد خان أن هذا الإجراء يمتد من سطح الأرض إلى الارتفاعات غير المحدودة، مما يجبر شركات الطيران الهندية على إعادة توجيه مساراتها، مما يزيد من تكاليف الوقود والوقت.
يُعد هذا التمديد الخامس على التوالي للحظر الذي فرضته باكستان لأول مرة في 24 أبريل 2025، كرد فعل على سلسلة من الإجراءات التي وصفتها إسلام آباد بأنها “عدوانية” من جانب نيودلهي.
وجاء ذلك كرد متبادل على إغلاق الهند مجالها الجوي أمام الطائرات الباكستانية في 30 أبريل، بعد هجوم دموي وقع في 22 أبريل في منطقة باهالجام بإقليم كشمير الخاضع للسيطرة الهندية، أسفر عن مقتل 26 سائحاً.
اتهمت الهند باكستان بتدبير الهجوم دون تقديم أدلة قاطعة، مما أثار رد فعل عنيف من إسلام آباد التي نفت الاتهامات بشدة وطالبت بتحقيق دولي محايد وشفاف.
وسرعان ما تصاعد الوضع إلى مواجهة عسكرية قصيرة المدى استمرت أربعة أيام في مايو 2025، أسفرت عن مقتل نحو 70 شخصاً على الجانبين، قبل أن يتدخل الولايات المتحدة للتوسط وفرض اتفاق وقف إطلاق نار، مما أنهى التصعيد المباشر مؤقتاً.
أدى الحظر المستمر إلى خسائر اقتصادية ملحوظة لشركات الطيران الهندية، خاصة إير إنديا التي تعتمد على مسارات عبر باكستان للوصول إلى أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط، حيث قدرت التكاليف الإضافية بنحو 600 مليون دولار سنوياً، وطالبت الحكومة الهندية بشركاتها بتعويضات.
كما أثر على قطاع السياحة والسفر بين البلدين، مع إعادة توجيه الرحلات الدولية وزيادة الأسعار، مما يعكس هشاشة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.
مع اقتراب نهاية التمديد الحالي، يظل الوضع غامضاً، حيث يتوقع مراقبون إمكانية تمديد إضافي إذا لم يتم التوصل إلى تسوية، خاصة مع استمرار الخلافات حول كشمير والأمن الإقليمي.
وفي سياق متصل، أعلنت باكستان مؤخراً عن إنشاء وحدة صاروخية جديدة كرد فعل على التوترات الأخيرة، مما يعزز من مخاوف التصعيد المستقبلي.