زيارة تاريخية لوزير الخارجية السوري إلى واشنطن: مباحثات لرفع العقوبات الأمريكية

يقوم وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني بزيارة تاريخية إلى العاصمة الأمريكية، في أول تحرك دبلوماسي من نوعه لمسؤول سوري رفيع المستوى منذ أكثر من 25 عاماً.
تأتي هذه الزيارة لمناقشة رفع العقوبات الأمريكية المتبقية على سوريا، وخاصة تلك المرتبطة بقانون قيصر الذي يستهدف قطاعات اقتصادية حيوية.
اليوم الخميس، يلتقي الشيباني مع السيناتور ليندسي غراهام وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ لمناقشة إلغاء هذه العقوبات بشكل دائم. وأبدى غراهام دعمه لهذه الخطوة، شريطة أن تتخذ سوريا خطوات ملموسة تشمل إبرام اتفاق أمني مع إسرائيل يضمن استقرار الحدود، والانضمام الفعال إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
ومن المقرر أن يجتمع الشيباني غداً الجمعة مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لمواصلة الحوار حول تخفيف العقوبات وتسهيل التجارة والاستثمار في سوريا.
تتزامن الزيارة مع مفاوضات جارية بين سوريا وإسرائيل للوصول إلى اتفاق أمني يوقف الضربات الجوية الإسرائيلية ويؤدي إلى سحب القوات الإسرائيلية من جنوب سوريا.
وأشار الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أن هذه المحادثات قد تثمر عن نتائج قريباً، مؤكداً أن الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط وليست ممارسة ضغوط مباشرة.
وكشف الشرع أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة جوية و400 توغل بري في سوريا منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي بعد حرب أهلية استمرت 13 عاماً.
سبق أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع بعض العقوبات الرئيسية على سوريا هذا العام، لكن إلغاء العقوبات المتبقية يتطلب موافقة الكونغرس، وسط مخاوف بشأن الأسلحة الكيميائية ومكافحة الإرهاب. وتأتي هذه الزيارة قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، حيث سيلقي الشرع كلمة أمام قادة العالم.
الشيباني، البالغ من العمر 38 عاماً، كان دبلوماسياً شارك في الثورة السورية عام 2011، وساهم في تأسيس جبهة النصرة قبل أن يتولى مناصب دبلوماسية في حكومة الإنقاذ السورية.
وقد قاد جولات دبلوماسية دولية مؤخراً، مؤكداً التزام سوريا بتدمير أي مخزونات كيميائية متبقية ودعم إعادة الإعمار، محذراً من أن العقوبات تعيق تقديم الخدمات الأساسية للشعب السوري.