أخبار دولية

فرنسا تندد بشدة بالهجوم الإسرائيلي على غزة وتصفه بـ”التدميري بلا مبرر عسكري”

أعربت فرنسا عن إدانتها الحادة للعملية العسكرية البرية التي شنتها إسرائيل على مدينة غزة، واصفة إياها بـ”حملة تدميرية فقدت أي منطق عسكري”. وطالبت باريس حكومة بنيامين نتنياهو بوقف هذه العمليات فوراً، مع التأكيد على ضرورة رفع القيود عن المساعدات الإنسانية واستئناف المفاوضات للوصول إلى هدنة وإطلاق سراح الأسرى.

 الأزمة الإنسانية في غزة: كارثة غير مسبوقة

سلطت وزارة الخارجية الفرنسية الضوء على الوضع الإنساني المزري في غزة، حيث يعاني السكان من مجاعة واسعة النطاق، ونقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والخدمات الطبية.

ودعت فرنسا إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود، مشيرة إلى أن الحصار المفروض يفاقم الأزمة.

ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، أدت الحرب المستمرة منذ عامين إلى تدمير أو تضرر 78% من المباني في القطاع، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، في واحدة من أسوأ الكوارث في التاريخ الحديث.

تفاصيل العملية العسكرية: “غزة تحت النار”

أطلقت إسرائيل المرحلة الرئيسية لهجومها البري على مدينة غزة، وهي العملية التي طالما هددت بها. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس العملية بأنها تهدف إلى “تدمير البنية التحتية للإرهاب” و”إعادة الأسرى”، مضيفاً في منشور على منصة إكس أن “غزة تحترق” تحت ضربات الجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الجنود يقاتلون “بشجاعة” لتحقيق هزيمة حماس. وصفت مصادر فلسطينية القصف بأنه الأعنف منذ بداية الحرب، حيث استهدف أحياء سكنية ومنشآت مدنية، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف.

 الخسائر البشرية والمادية

تسببت الحملة الإسرائيلية، التي تهدف إلى “القضاء على حماس”، في مقتل أكثر من 64 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً للسلطات الفلسطينية.

كما أدت إلى القضاء على عائلات بأكملها، مع نزوح الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة.

وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 300 ألف شخص غادروا مدينة غزة نحو الجنوب خلال الأيام الأخيرة، بينما يبقى مئات الآلاف محاصرين وسط ظروف مروعة.

وأكد خبراء الأمم المتحدة في أغسطس 2025 حدوث مجاعة في أجزاء من القطاع، بينما تنفي إسرائيل ذلك وتتهم حماس بسرقة المساعدات.

 ردود فعل دولية متصاعدة

لم تقتصر الإدانة على فرنسا، بل انضم إليها قادة أوروبيون آخرون، حيث حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي من تفاقم الوضع الإنساني، بينما وصف وزير خارجية ألمانيا الهجوم بأنه “خطأ استراتيجي”.

كما أعرب ملك إسبانيا عن أسفه للمعاناة الهائلة التي يتعرض لها المدنيون. وتأتي هذه الإدانات وسط تهديدات أوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل، بينما يواجه نتنياهو انتقادات داخلية من عائلات الأسرى وخبراء عسكريين يرون أن العملية قد تعرض حياة الأسرى للخطر.

يُعد الهجوم البري على غزة تصعيداً خطيراً في الحرب المستمرة، مع تداعيات إنسانية كارثية وتدمير هائل. وفي ظل الضغوط الدولية المتزايدة، تظل الدعوات لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية ملحة، بينما يواجه القطاع مستقبلاً غامضاً وسط استمرار العمليات العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى