أخبار دولية

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا: بساط أحمر ملكي وتحديات دبلوماسية

يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم زيارته الرسمية الثانية غير المسبوقة إلى بريطانيا، حيث يغطي الاحتفال الملكي المهيب لقاءات دبلوماسية حاسمة، مع استمرار الأسئلة المحرجة حول علاقاته السابقة بالملياردير المدان جيفري إبستين.

سيقوم الملك تشارلز الثالث والعائلة الملكية باستقبال الرئيس في قلعة ويندزور، أقدم وأكبر قلعة مأهولة في العالم ومقر العائلة الملكية البريطانية منذ نحو ألف عام، من خلال موكب عربة تجرها الخيول، وإطلاق المدافع، وعرض جوي عسكري، وعشاء رسمي فاخر.

وفقاً للحكومة البريطانية، سيكون هذا الاستقبال العسكري الاحتفالي الأكبر في تاريخ الزيارات الرسمية الحديثة، مع مشاركة آلاف الجنود في تدريبات مكثفة استمرت أياماً.

وصل ترامب وزوجته ميلانيا إلى مطار ستانستيد قرب لندن مساء الثلاثاء على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، في رحلة استمرت 48 ساعة فقط، مليئة بالطقوس الملكية والسياسة والاحتجاجات المحتملة.

يُعتبر ترامب، الذي يُظهر إعجاباً علنياً بالعائلة الملكية البريطانية، أول رئيس أمريكي ورئيس منتخب يُدعى لزيارة رسمية ثانية من قبل ملك بريطاني. فقد نشر في فبراير الماضي على حسابه في “تروث سوشيال” عبارة “أحب الملك تشارلز”، مما يعكس حماسه للزيارة.

 البرنامج اليومي للزيارة

– الصباح: سيُستقبل ترامب وزوجته من قبل الأمير وليام (الذي وصفه ترامب سابقاً بـ”الوسيم جداً”) وزوجته كيت، أميرة ويلز، في بداية اليوم الاحتفالي. سيشمل البرنامج موكباً ملكياً يقوده الملك تشارلز نفسه، مع إطلاق 41 طلقة مدفعية من حديقة القصر الخلفية، وعرض جوي للطائرات العسكرية فوق القلعة.

 

– الظهيرة: سيزور ميلانيا ترامب الملكة كاميلا في منزل الدمى الخاص بالملكة ماري (Queen Mary’s Dolls’ House)، وهو تحفة معمارية مصغرة تعكس الحياة الملكية في العشرينيات، ثم تنضم إلى كيت في حدائق فروج مور لفعالية مع جمعية الكشافة البريطانية.

– المساء: ينتهي اليوم بعشاء رسمي أبيض الربطة في قاعة القصر التاريخية، حيث سيلقي ترامب والملك تشارلز خطابات. سيُخصص وقت للقاءات خاصة بين الرئيس والملك لمناقشة قضايا عالمية.

 الأهداف الدبلوماسية والاقتصادية

تهدف الحكومة البريطانية، برئاسة رئيس الوزراء كير ستارمر، إلى تعزيز “العلاقة الخاصة” بين البلدين، خاصة في ظل التوترات العالمية. من أبرز المواضيع:

– الأمن والدفاع: الضغط على ترامب لزيادة الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، مع مناقشة صفقات أسلحة جديدة.

– التجارة والاستثمارات: تأمين مليارات الدولارات من الاستثمارات الأمريكية، بما في ذلك صفقة تقنية بقيمة 31 مليار جنيه إسترليني من شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، قد تخلق أكثر من 5,000 وظيفة في بريطانيا.

– الرسوم الجمركية: محادثات حول تجنب الرسوم الجمركية التي يهدد ترامب بفرضها على الواردات الأوروبية، مع التركيز على صفقات تجارية ثنائية.

قال ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض: “أنا مهتم بمساعدتهم، يريدون صفقة أفضل قليلاً، لذا سنتحدث معهم”. ووصف متحدث باسم ستارمر الزيارة بأنها “فرصة تاريخية” في وقت حاسم للاستقرار العالمي.

 الاحتجاجات والأزمات المحيطة

رغم الاحتفال، تلوح الزيارة بتحديات. ألقت الشرطة القبض على أربعة أشخاص بعد إسقاط صور لترامب مع إبستين على جدران قلعة ويندزور مساء الثلاثاء، بما في ذلك رسالة مكتوبة بخط اليد تقول “إلى جيف، أنت الأعظم!”، مستمدة من نسخة من كتاب ترامب “فن العودة” التي كانت ملكاً لإبستين.

هذا الحادث يعيد إلى الأذهان أسئلة عن علاقة ترامب السابقة بإبستين، الذي انتحر في السجن عام 2019 بتهم الاتجار بالقاصرات، وارتباطه بالأمير أندرو البريطاني.

تُجرى عملية أمنية هائلة تكلف ملايين الجنيهات، تشمل أكثر من 6,000 شرطي، وخبراء في الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية مرتدين بدلات واقية، وسيارات استجابة مسلحة منتشرة حول ويندزور. هذا يفوق تكاليف زيارة 2019، التي بلغت 14 مليون جنيه إسترليني، ويُعتبر أكبر عملية أمنية بريطانية منذ تتويج الملك تشارلز.

مع ذلك، يظل ترامب غير مرحب به لدى الجمهور البريطاني، حيث تظهر الاستطلاعات شعبيته المنخفضة، وقد حذر ناشطون مثل جو أتكينسون من “بساط أحمر للنفط الكبير والتكنولوجيا الكبيرة”.

ومع ذلك، ترى الحكومة في الزيارة فرصة لتعزيز الروابط، مستفيدة من إعجاب ترامب بالملوك، الذي قارن نفسه بهم سابقاً.

هذه الزيارة، التي دُعي إليها ستارمر شخصياً في فبراير، تُبرز توازن بريطانيا بين الاحتفال الملكي والدبلوماسية الصعبة في عالم مضطرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى