أعلنت السلطات القضائية في إيران، يوم الأربعاء الموافق 17 سبتمبر 2025، تنفيذ حكم الإعدام بحق المواطن الإيراني بابك شهبازي، الذي أُدين بتهمة التعاون الاستخباراتي مع جهاز الموساد الإسرائيلي.
جاء هذا الإعلان من خلال وسائل الإعلام الرسمية، بما في ذلك وكالة الأنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري الإيراني، التي أكدت أن الإعدام تم بالشنق صباح اليوم بعد استيفاء جميع الإجراءات القانونية وتأكيد الحكم من قبل المحكمة العليا في الجمهورية الإسلامية.
وفقاً للتفاصيل المنشورة، كان شهبازي يعمل كمقاول متخصص في تصميم وتركيب أنظمة التبريد الصناعي، حيث كانت شركاته تتعامل مع مراكز ومنظمات أمنية وعسكرية والاتصالات الحساسة داخل إيران.
استغل هذه المهنة لجمع بيانات دقيقة وسرية، بما في ذلك عناوين المشاريع الإيرانية الاستراتيجية، طبيعة الأنشطة فيها، وطرق الدخول والخروج من هذه المواقع.
كما نقل هذه المعلومات الاستخباراتية الحساسة إلى ضباط في الموساد، مما يُعتبر تهديداً مباشراً للأمن الوطني الإيراني.
أشارت التقارير إلى أن شهبازي لم يعمل بمفرده، بل تعاون مع عميل آخر يُدعى إسماعيل فكري، الذي سبق إعدامه في يونيو 2025 بتهم مماثلة تتعلق بالتجسس.
ساعد فكري شهبازي في تنفيذ خططه، مما يشير إلى وجود شبكة أوسع من العناصر المرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية.
تم القبض على شهبازي من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية بعد تحقيقات مكثفة، وخضع لمحاكمة في محكمة ثورية، حيث أكدت التهم ضده بناءً على أدلة تشمل الاتصالات والمعلومات المسربة.
يأتي هذا الإعدام في سياق التوترات المستمرة بين طهران وتل أبيب، حيث تستمر إيران في شن حرب خفية مع إسرائيل منذ عقود طويلة.
شهدت السنوات الأخيرة تصعيداً في مثل هذه الحوادث، مع إعدام عشرات الأشخاص بتهم الارتباط بالموساد أو تسهيل عملياته داخل الأراضي الإيرانية. على سبيل المثال، في يونيو 2025، أعدمت إيران ثلاثة أفراد آخرين بتهم تسهيل اغتيالات إسرائيلية، واعتقلت أكثر من 700 شخص مشتبه بهم في التجسس خلال أيام قليلة من الاشتباكات.
كما أن السلطات الإيرانية كشفت عن تفكيك عدة شبكات تجسس مرتبطة بإسرائيل، مستندة إلى بلاغات من المواطنين وعمليات ميدانية.
تُعد هذه الحادثة جزءاً من حملة أوسع لتعزيز اليقظة الأمنية في إيران، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين حول الاغتيالات والتخريب.
ولم تصدر أي تعليقات رسمية فورية من الجانب الإسرائيلي حول الإعدام، لكن الخبر أثار ردود فعل واسعة في الإعلام الإقليمي، مع التركيز على الصراع الاستخباراتي الدائر بين البلدين.
