أخبار عربية

إسرائيل تقتل الفلسطينيين أثناء النزوح بعد تهجيرهم قسرًا

صرح المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يهجر المدنيين الفلسطينيين قسرًا من منازلهم وأماكن لجوئهم، ثم يعمد إلى استهدافهم بشكل مباشر أثناء النزوح، في ممارسة تكشف نمطًا وحشيًا وقرارًا سياسيًا يقوم على تنفيذ إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، عبر الجمع بين القتل واسع النطاق والتهجير القسري وفرض ظروف معيشية لا يمكن البقاء فيها.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق استهداف الطائرات الإسرائيلية لأسرة فلسطينية مدنية كانت تستقل مركبة خاصة في طريقها للنزوح نحو الجنوب، بناء على أوامر التهجير القسري الإسرائيلية، حيث تعرضت للقصف المتتابع ثلاث مرات متعمدة.

وأوضح أن الاستهداف الإسرائيلي للمركبة وقع مساء الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، لدى اقترابها من مفترق أنصار في مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد خمسة مدنيين، وهم زوجان من عائلة الصوالحي وأبناؤهما الثلاثة.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس أكبر عملية تضليل أمام العالم؛ ففي الوقت الذي يدعي فيه أنه يطالب سكان غزة بالنزوح ويوفر لهم «مسارات آمنة»، يواصل شن غارات مروعة على هذه المسارات نفسها وفي مناطق اللجوء، ما يحولها إلى مصائد موت بدلا من أن تكون ممرات حماية، وذلك يكشف عن أن الهدف الحقيقي ليس حماية المدنيين، بل استدراجهم واستهدافهم بصورة متعمدة وقتلهم أينما وجدوا.

إقرأ أيضًا:  الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية عسكرية واسعة في غزة ونزوح 400 ألف فلسطيني

بينما أشار أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمر في شن غارات مباشرة وواسعة ضد الأعيان المدنية في مدينة غزة، بما في ذلك تدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وايضًا شن قصفا على مربع سكني في حي الدرج شرقي مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 مدنيا، فيما لا يزال آخرون تحت الأنقاض.

وشدد على أن قوات الاحتلال الإسرائيلية حولت مدينة غزة إلى ساحة قتل ودمار؛ فهي لا تتوقف عن شن غارات جوية متواصلة، وتفجير عربات مجنزرة محملة بأطنان من المتفجرات، إلى جانب قصف عشوائي عنيف يستهدف جميع أحياء المدينة، بما في ذلك المناطق التي يتنقل فيها آلاف المواطنين الذين فقدوا منازلهم ويحاولون النزوح نحو جنوب القطاع، بعد موجة التدمير الأخيرة التي طالت مئات الوحدات السكنية في المباني والأبراج،وأضاف أن هذه الهجمات الواسعة والمتكررة لا تترك للسكان أي فرصة للنجاة أو الحماية، بل تدفعهم إلى نزوح قسري متواصل في ظروف لا إنسانية، وهو ما يعكس نمطا واضحا من التهجير المنهجي بهدف التدمير الجماعي.

 وأوضح المرصد أن الهدف من هذه السياسة هو إجبار مئات آلاف السكان والنازحين في مدينة غزة على الإخلاء بالقوة والترهيب، من خلال ارتكاب مجازر بحق المدنيين على نطاق واسع، والتوسع في تدمير ما تبقى من المباني السكنية، وتعطيل جهود الاستجابة الإنسانية بالكامل، بما يفضي إلى حرمان السكان من مقومات البقاء الأساسية، ويحول رفضهم للتهجير القسري إلى شكل من أشكال الإعدام الجماعي المتعمد.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنه يضع العالم بأسره أمام مسؤوليته المباشرة، إذ إن إسرائيل ترتكب على مرأى ومسمع الجميع أوسع مجزرة قتل جماعي تستهدف مئات آلاف الفلسطينيين، بالتوازي مع عملية محو كاملة لمدينة تاريخية تزخر بمئات المعالم الأثرية والحضارية، في جريمة مركبة تمس الإنسانية جمعاء، مشددا على أنّ صمت المجتمع الدولي وتردده في التدخل الفوري يجعل من هذه الجريمة وصمة عار على جبين البشرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى