أخبار مصر

السيسي يوجه رسائل حادة لإسرائيل من قمة الدوحة حول تهديدات السلام الإقليمي

خلال مشاركته في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة يوم الإثنين، ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة حملت رسائل واضحة ومباشرة موجهة إلى الداخل الإسرائيلي، محذرًا من تداعيات التوسع العسكري الإسرائيلي على استقرار المنطقة ومستقبل اتفاقيات السلام القائمة.

وشدد السيسي على أن التصعيد العسكري الحالي يهدد الأمن الإقليمي، ويعرقل فرص إبرام اتفاقيات سلام جديدة، بل ويهدد بتقويض الاتفاقيات الحالية، مثل معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على جميع الأطراف.

في خطابه، دعا السيسي الشعب الإسرائيلي إلى عدم السماح بضياع جهود السلام التاريخية التي بذلتها أجيال سابقة، محذرًا من عودة المنطقة إلى دوامة الصراعات التي ستؤدي إلى خسائر فادحة للجميع.

كما أدان الاعتداءات الإسرائيلية على قطر، مؤكدًا أن سيادة الدول العربية والإسلامية تمثل خطًا أحمرًا لا يجوز المساس به.

وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، والتوقف عن سياسة “الإفلات من العقاب” التي باتت سمة بارزة في التعامل مع التصعيد الإسرائيلي.

وأشار محللون ودبلوماسيون في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن توجيه السيسي خطابه إلى الشعب الإسرائيلي، وليس فقط إلى قادته، يعكس استراتيجية مصرية تهدف إلى تجاوز الجمود السياسي الحالي، وتسليط الضوء على أن الأمن الحقيقي لا يتحقق بالقوة العسكرية، بل من خلال السلام العادل.

كما أكدوا أن هذا الخطاب يحمل تحذيرًا مباشرًا من مخاطر السياسات المتطرفة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، والتي تهدد بتقويض معاهدات السلام وتوسيع دائرة عدم الاستقرار في المنطقة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ المصري، أن خطاب السيسي تضمن رسائل صريحة، حيث وصف التصعيد الإسرائيلي بأنه “عدوان” يمتد من غزة إلى دول أخرى مثل إيران، لبنان، سوريا، وحتى المنطقة بأكملها.

وأضاف أن الرسالة الموجهة للشعب الإسرائيلي تهدف إلى تنبيهه إلى خطورة سياسات حكومته اليمينية، التي تخرج عن إطار معاهدات السلام وتهدد بإدخال المنطقة في حالة من الفوضى المستمرة. وشدد سعيد على أن استمرار العدوان على الدول العربية يجعل اتفاقيات السلام مهددة بالفعل.

كما دعا السيسي إلى ضرورة تغيير النظرة السائدة لدى إسرائيل تجاه الدول العربية والإسلامية، معتبرًا أن هذه الدول تمثل كيانًا موحدًا يمتد من المحيط إلى الخليج.

وأشار سعيد إلى أن هذا الطرح يحمل تحذيرًا من تآكل نظام السلام العادل، محملاً الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التدهور نتيجة سياساتها المتطرفة، التي وصفها بأنها تنتهج نهجًا عنصريًا وتتجاوز القانون الدولي الإنساني.

بدوره، أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن خطاب السيسي عكس رؤية معمقة للمشهد الإقليمي، محذرًا من محاولات إسرائيل جر المنطقة إلى صراعات مستمرة، واستهداف الحقوق الفلسطينية عبر عمليات التهجير القسري.

وأضاف أن الخطاب شدد على ضرورة إنشاء آلية إقليمية للأمن والتعاون تجمع الدول العربية والإسلامية، تعتمد على التنسيق السياسي والأمني والتعاون الاقتصادي، لضمان مستقبل آمن يقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وأوضح حجازي أن توجيه السيسي رسالة للشعب الإسرائيلي يهدف إلى توعيته بمخاطر سياسات اليمين المتطرف، وتأكيد أن السلام هو السبيل الوحيد لضمان الأمن.

كما أكد أن مصر ترفض بشكل قاطع مخططات التهجير القسري، وتعمل بالتوازي على إعادة إعمار غزة وتثبيت الفلسطينيين في أراضيهم، مع حشد الجهود الدولية لمواجهة السياسات الإسرائيلية المتطرفة.

جاء خطاب الرئيس السيسي في قمة الدوحة ليعكس موقفًا مصريًا حازمًا يرفض التصعيد العسكري الإسرائيلي، ويحذر من تداعياته على السلام الإقليمي، مع دعوة لتكاتف الدول العربية والإسلامية لمواجهة التحديات، وتأكيد على أهمية التعاون الإقليمي كبديل للصراعات المدمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى