غزة تحترق: وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد استمرار القصف العنيف

في تصريحات نارية أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، أعلن أن قطاع غزة “يحترق” نتيجة العمليات العسكرية المكثفة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية تضرب بـ”يد من حديد” لتدمير ما وصفه بـ”البنية التحتية الإرهابية”.
وفي منشور له على منصة “إكس”، شدد كاتس على أن إسرائيل لن توقف عملياتها حتى تحقيق هدفيها الرئيسيين: القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.
يأتي هذا التصعيد في إطار هجوم بري جديد أعلن عنه الجيش الإسرائيلي للسيطرة على مدينة غزة، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف استمر طوال الليل.
ووفقاً لتقارير ميدانية في غزة، شهدت المدينة ليلة الإثنين إلى الثلاثاء أعنف موجة قصف جوي منذ بدء الجولة الأخيرة من التصعيد، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية أبراجاً سكنية ومباني مدنية، مما أدى إلى دمار واسع.
وأفاد المراسل بأن القصف شمل استخدام طائرات مروحية ومقاتلة، بالإضافة إلى القصف المدفعي المتواصل، مما جعل الوضع “كارثياً” للسكان.
وأشار إلى أن العمليات البرية الإسرائيلية لم تشهد تقدماً عميقاً داخل المدينة، حيث اقتصر التوغل على أطراف أحياء مثل الزيتون والشجاعية، دون الوصول إلى مناطق مركزية مثل مخيم الشاطئ أو حي الرمال.
أفادت مصادر فلسطينية بأن القصف أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى، بينهم 8 قتلى وأكثر من 40 جريحاً ومفقوداً في قصف منزل بمنطقة الأمن العام شمالي غزة، و4 قتلى آخرين في حي الصبرة جنوبي المدينة.
وأوضح سكان محليون أن القصف المستمر دون توقف جعل الحياة في المناطق المستهدفة شبه مستحيلة، مع انهيار العديد من المنازل وترك عائلات تحت الأنقاض.
كما أشار المراسل إلى أن إسرائيل تمارس ضغوطاً على سكان المناطق الغربية للمدينة لدفعهم نحو الجنوب، في محاولة لإخلاء المناطق التي تخطط للسيطرة عليها.
يأتي هذا التصعيد في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل، حيث أكد دعم إدارة الرئيس دونالد ترامب للعمليات البرية، مع مطالبته بتنفيذها بسرعة لتجنب التصعيد الطويل.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين أن الهجوم البري يهدف إلى السيطرة على مدينة غزة، مع التركيز على إضعاف حماس وإجبارها على إطلاق سراح الرهائن.
ومع ذلك، أثارت تصريحات كاتس غضباً داخلياً في إسرائيل، حيث انتقدت عائلات الرهائن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بإعطاء الأولوية للأهداف العسكرية على حساب سلامة أقاربهم.
على الصعيد الدولي، أثارت العمليات الإسرائيلية انتقادات حادة، خاصة مع انعقاد قمة عربية إسلامية في الدوحة، حيث اتهم نتنياهو قطر بمحاولة “حصار إسرائيل”، فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه لأي خطط تهجير لسكان غزة.
وطالبت منظمات إنسانية دولية بوقف فوري للقصف للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، محذرة من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
وفي سياق متصل، أثار اختراق هاتف كاتس من قبل هاكر تركي قبل أيام قليلة قلقاً أمنياً، حيث وصف الوزير الرسائل التي تلقاها بأنها “تهديدات من عصابات دولية”.
يظل الوضع في غزة على حافة الانهيار، مع استمرار القصف العنيف وغياب أي تقدم ملموس في المفاوضات الدبلوماسية، مما يعزز المخاوف من تصعيد طويل الأمد يهدد حياة الآلاف من المدنيين.