مدفيديف يحذر: إسقاط الناتو لمسيّرات روسية فوق أوكرانيا يعني حرباً مباشرة

في تصريح مثير للجدل، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، يوم الإثنين 15 سبتمبر 2025، من أن السماح لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإسقاط الطائرات المسيرة الروسية فوق الأراضي الأوكرانية سيؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والحلف.
وجاءت تصريحات مدفيديف رداً على مقترحات وصفتها روسيا بـ”الاستفزازية” لفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، معتبراً أن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة إعلان حرب.
ونشر مدفيديف تعليقاً عبر قناته على تطبيق “تليغرام”، قائلاً: “إذا تم أخذ هذا الاقتراح على محمل الجد، فإن تنفيذ فكرة كييف وبعض الأطراف الأخرى بفرض منطقة حظر جوي وإسقاط طائراتنا المسيرة من قبل دول الناتو سيؤدي إلى نتيجة واحدة لا لبس فيها: حرب شاملة بين روسيا وحلف الناتو.”
تصاعد التوترات بعد انتهاكات جوية
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات بين روسيا والناتو، على خلفية انتهاكات متكررة للمجال الجوي في دول أعضاء الحلف.
فقد أشار وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، إلى ضرورة الرد بقوة على هذه الانتهاكات، خاصة بعد تقارير عن دخول مسيّرات روسية إلى الأجواء البولندية والرومانية خلال هجمات روسية على أوكرانيا.
وفي مقابلة مع قناة “زد دي إف” الألمانية يوم الأحد، أكد فاديفول أن روسيا “تختبر حدود الغرب” وأن الناتو لن يسمح بتعرضه لضغوط عسكرية إضافية.
وأضاف فاديفول: “يجب أن تدرك موسكو أننا سنرد بحزم في كل مرة. لدينا القدرات الاقتصادية والسياسية للعالم الحر، وسنستخدمها.”
وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يظهر أي نية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بل يواصل اختبار ردود فعل الغرب، داعياً إلى تعزيز الوحدة بين حلفاء الناتو.
انتهاكات المجال الجوي
وفقاً لتقارير، شهدت بولندا ورومانيا حوادث متكررة لانتهاك المجال الجوي خلال الأيام الأخيرة. ففي وقت متأخر من يوم الثلاثاء وصباح الأربعاء، دخلت مسيّرات إلى الأجواء البولندية خلال هجمات روسية على أوكرانيا المجاورة، مما دفع القوات الجوية البولندية ووحدات الناتو إلى محاولة إسقاطها. كما تم الإبلاغ عن حوادث مماثلة في رومانيا يوم السبت.
من جانبها، وصفت روسيا تقارير عن خرق مسيّرة للأجواء الرومانية بأنها “استفزاز أوكراني لا أساس له”، نافية مسؤوليتها عن الحادث. في المقابل، دعا فاديفول إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا، مع التركيز على تعزيز الدفاعات الجوية للناتو على الحدود الشرقية. وأشار إلى إمكانية إعادة نشر أنظمة دفاع جوي موجودة في اليونان وإسبانيا إلى الجانب الشرقي للحلف لتعزيز الاستجابة السريعة.
دعوات لتعزيز دفاعات الناتو
أكد وزير الخارجية الألماني على ضرورة تعزيز قدرات الناتو الدفاعية، خاصة أنظمة الدفاع الجوي القادرة على التصدي للتهديدات بشكل فوري.
وشدد على أن الرد على الانتهاكات الروسية يجب أن يكون واضحاً وحازماً، مع الحفاظ على وحدة الحلف في مواجهة التحديات الأمنية.
تتصاعد التوترات بين روسيا والناتو منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022، حيث يدعم الحلف كييف بالسلاح والمساعدات العسكرية دون التدخل المباشر في النزاع.
وتثير الاقتراحات بفرض منطقة حظر طيران أو التصدي المباشر للطائرات الروسية مخاوف من تصعيد خطير قد يجر المنطقة إلى صراع أوسع.
تصريحات مدفيديف تعكس حساسية الموقف الحالي، حيث يرى الكرملين أن أي تدخل مباشر من الناتو في الأجواء الأوكرانية سيكون بمثابة إعلان حرب.
في المقابل، يصر حلفاء الناتو على ضرورة الرد الحازم على الانتهاكات الروسية، مع تعزيز الدفاعات الجوية لحماية أراضيهم. ومع استمرار التوترات، تبقى المنطقة على حافة تصعيد قد يكون له تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.