تقاريرفن

وفاة حفيد نوال الدجوي.. انتحار معلن أم جريمة قتل مُقنّعة؟

لم تنطفئ بعد أصداء حادثة وفاة أحمد الدجوي، حفيد رائدة التعليم وسيدة الأعمال المصرية نوال الدجوي، والتي ما زالت تثير حالة من الجدل في الشارع المصري.

بين رواية رسمية تتحدث عن انتحار شاب مضطرب نفسيًا، ورواية أسرية تصرّ على أن الأمر أبعد ما يكون عن الانتحار، بل “جريمة قتل مُحكمة”، يقف الرأي العام أمام لغز مفتوح يحتاج إلى حسم قضائي.

 الرواية الرسمية: “انتحار بسبب مرض نفسي”

وزارة الداخلية المصرية أعلنت في وقت سابق أن أحمد أطلق النار على نفسه باستخدام سلاح مرخص داخل منزله بمدينة 6 أكتوبر.

وأكدت التحريات أنه كان يعاني من مشكلات نفسية، وأنه سافر للخارج للعلاج ثم عاد إلى مصر قبل وفاته. بيان الداخلية أوضح أن الواقعة لا تحمل شبهة جنائية، وأن الوفاة ناجمة عن انتحار.

الرواية العائلية: “عملية قتل احترافية”

على الجانب الآخر، خرج شقيقه عمرو الدجوي بمنشور عبر فيسبوك يشكك في هذه الرواية. وأكد أنه استعان بخبراء أدلة جنائية داخل مصر وخارجها، توصلوا – بحسب قوله – إلى أن ما جرى “عملية قتل منظمة”.

ووفقاً لما كشفه، فقد تبيّن وجود نقاط عمياء في كاميرات المراقبة، وآثار تسلق على سور الفيلا، بالإضافة إلى كدمات وتيبس في اليد اليمنى للراحل. كما أشار إلى اختفاء حاسوب شخصي وأوراق مهمة تخص شقيقه، ما يعزز فرضية تعرضه لتخدير ثم اغتيال.

 تقرير مفبرك يزيد الغموض

وفي خضم هذه الروايات المتضاربة، ظهر تقرير منسوب إلى خبراء أدلة جنائية، يدعم فرضية القتل. لكن وزارة الداخلية حسمت الأمر معلنة أن التقرير مزور، وأنه صادر عن مركز استشاري غير مرخص للطب الشرعي تديره طبيبة متقاعدة بالغربية، أعدته مقابل مبلغ مالي بناء على طلب من أحد أفراد العائلة. وجرى إحالتها إلى النيابة العامة للتحقيق.

 خلفية تزيد التعقيد: قضية سرقة بالملايين

توقيت وفاة أحمد الدجوي جاء متزامناً مع ضجة كبيرة شهدتها العائلة في الأشهر الماضية. فقد تعرض منزل نوال الدجوي في مدينة 6 أكتوبر لسرقة هائلة، شملت أموالاً ومجوهرات تقدر قيمتها بأكثر من 50 مليون جنيه مصري، 3 ملايين دولار، 15 كيلوغراماً من الذهب، و350 ألف جنيه إسترليني.

المفاجأة أن الاتهامات وُجهت إلى بعض الأحفاد، ومن بينهم أحمد وعمرو، ما دفع محاميهم للتأكيد أن هناك خلافات قضائية ممتدة بينهم وبين الجدة منذ ثلاث سنوات.

نقاط غامضة وأسئلة مفتوحة

• كيف اختفت متعلقات شخصية للمتوفى من مسرح الحادث؟

• لماذا ظهرت “ثغرات أمنية” مثل نقاط عمياء بالكاميرات وآثار تسلق، إن كانت الوفاة انتحاراً؟

• هل هناك رابط بين قضية السرقة المثيرة والوفاة الغامضة؟

• وهل كان أحمد يعاني فعلاً من مرض نفسي خطير أم أن هذه الرواية تخدم طرفاً معيناً في الصراع الأسري

بين انتحار تؤكده الأجهزة الأمنية وجريمة قتل يؤكدها شقيقه، تبقى وفاة حفيد نوال الدجوي قضية مفتوحة على كل الاحتمالات، لا سيما مع وجود خلفية من الخلافات العائلية وقضية سرقة بملايين الدولارات.

الكلمة الفصل ستظل بيد النيابة العامة، لكن الرأي العام يترقب نتائج التحقيقات بشغف في انتظار أن يُكشف الغموض عن واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في مصر خلال الفترة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى