أخبار دوليةأخبار عربية

بين فشل ضربة قطر وضغوط الداخل.. هل يعرقل نتنياهو جهود الوسطاء لإنهاء حرب غزة؟

تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة حول ضرورة “التخلص من قادة حماس” باعتبارهم العقبة الأساسية أمام إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب، أعادت الجدل إلى نقطة البداية، ليس فقط داخل إسرائيل بل أيضاً على مستوى المفاوضات الإقليمية التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة.

 نتنياهو يربط تحرير الرهائن بقتل القيادات

منشور نتنياهو على “إكس”، الذي قال فيه إن قادة حماس “يطيلون أمد الحرب بلا نهاية ولا يكترثون لشعب غزة”، جاء بعد أيام من الضربة الجوية على الدوحة، والتي كان الهدف منها تصفية الصف الأول من قادة الحركة.

غير أن ظهور خليل الحية وقيادات أخرى في جنازة ضحايا الغارة كشف بوضوح عن فشل العملية، وهو ما فُسّر على أنه إقرار ضمني بعدم نجاح الخطة العسكرية.

 ضغط متزايد من عائلات الرهائن

في الوقت الذي يسعى فيه نتنياهو إلى تصوير حماس كعقبة أمام أي اتفاق، خرجت عائلات الرهائن ببيان لاذع اتهمته شخصياً بأنه السبب الحقيقي في تعطيل الصفقات. وأكدوا أن كل محاولة للوصول إلى تسوية تُفشلها قراراته السياسية، مشيرين إلى أن العملية في قطر أثبتت أن “العائق ليس حماس، بل رئيس الوزراء نفسه”.

هذا الموقف يعكس انقساماً داخلياً حاداً في إسرائيل، بين حكومة ترى في الخيار العسكري الحل الوحيد، وأُسر تسعى بأي ثمن لإعادة أبنائها عبر مفاوضات تبادل.

 حماس تستثمر الفشل

بالنسبة لحركة حماس، جاء فشل اغتيال قياداتها في قطر بمثابة ورقة سياسية مهمة. فالحركة سارعت إلى إظهار قادتها في العلن، ما يعزز روايتها بأنها ما زالت متماسكة وقادرة على إدارة المعركة سياسياً وعسكرياً. كما أن مشاركتهم في تشييع قتلى الغارة، رغم المخاطر الأمنية، كان رسالة مزدوجة: إحباط المحاولة الإسرائيلية، والتأكيد على حضورهم القوي في المفاوضات.

انعكاسات على الوسطاء الإقليميين

الضربة على قطر، الدولة الراعية الرئيسية للمفاوضات إلى جانب مصر والولايات المتحدة، لم تمر مرور الكرام. فقد وضعت الدوحة في موقف حرج:

فهي في الوقت نفسه وسيط أساسي وهدف عسكري مباشر لإسرائيل. هذا التطور قد يهدد حيادها أو يضعف ثقة حماس بجدية الجهود الدولية.

من جانب آخر، قد تجد القاهرة وواشنطن نفسيهما أمام معادلة أكثر تعقيداً: حكومة إسرائيلية متمسكة بالتصعيد، وحركة حماس أكثر تشدداً بعد الضربة، وأسر رهائن تضغط في الاتجاه المعاكس.

 المشهد المستقبلي

* إذا واصل نتنياهو خطابه القائم على “تصفية القيادات”، فإن أي اختراق تفاوضي سيصبح أكثر صعوبة، خاصة مع غياب الثقة بين الأطراف.

* فشل الضربة في قطر أضعف صورة إسرائيل الاستخباراتية والعسكرية، وهو ما قد تستغله حماس في كسب أوراق تفاوضية إضافية.

* الضغط الشعبي الداخلي في إسرائيل قد يتحول إلى أزمة سياسية تهدد استقرار الحكومة، إذا استمر الجمود في ملف الرهائن.

الحرب في غزة لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل أصبحت مسرحاً لصراع روايات متضاربة: نتنياهو يرى أن قتل قادة حماس هو الطريق للتحرير، عائلات الرهائن تعتبره العقبة الأكبر، وحماس تروج لصمودها وفشل خصومها.

وفي المنتصف، يجد الوسطاء الإقليميون والدوليون أنفسهم أمام أزمة تتجاوز حدود غزة لتطال العلاقات الإسرائيلية – القطرية – الأمريكية – المصرية على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى