اقتصاد وتكنولوجيا

ترامب يضغط على دول الناتو لوقف شراء النفط الروسي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت الموافق 13 سبتمبر 2025، أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات طاقوية جديدة على روسيا، لكن ذلك مشروط بوقف جميع دول الحلفاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) شراء النفط الروسي وتطبيق إجراءات مماثلة.

وجاء هذا الإعلان في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال ترامب: “أنا مستعد لفرض عقوبات كبرى على روسيا عندما توافق جميع دول الناتو وتبدأ في تنفيذ الشيء نفسه، وعندما تتوقف جميع دول الناتو عن شراء النفط من روسيا”.

يأتي هذا التصريح في سياق تصعيد الضغط الأمريكي على دول الناتو لشد العقوبات الطاقوية ضد روسيا، بهدف المساعدة في إنهاء حربها مع أوكرانيا، وهي نزاع يواجه ترامب صعوبة في إنهائه رغم تهديداته المتكررة بفرض عقوبات أشد على موسكو وشركائها.

ومنذ الأسابيع الأخيرة، زادت واشنطن من جهودها لدفع الحلفاء نحو تشديد هذه العقوبات، لكن ترامب واجه انتقادات داخلية لإصراره على وضع مهل أسبوعين لروسيا لتخفيف التصعيد، دون اتخاذ إجراءات ملموسة، مما أدى إلى فشل هذه المهل.

وفقاً لاستطلاع رأي أجراهت رويترز/إيبسوس في أغسطس الماضي، يعتقد 54% من الأمريكيين، بما في ذلك واحد من كل خمسة من مؤيدي ترامب الجمهوريين، أن الرئيس يقترب كثيراً من روسيا.

وفي تصريح للجنة الأوروبية، الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، قال متحدث باسمها يوم السبت: “لقد تعامل الاتحاد الأوروبي – وسيستمر في التعامل – مع جميع الشركاء العالميين ذوي الصلة في سياق عقوباته ضد روسيا، وتنفيذها”.

كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في خطابها أمام البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع أن أي حزمة عقوبات جديدة ستتوافق مع قواعد الاتحاد، بما في ذلك “المبدأ الثابت منذ زمن طويل بأن عقوباتنا لا تُطبق خارج الأراضي الأوروبية”.

وفي مكالمة هاتفية أجراها وزراء المالية في مجموعة السبع الدول الصناعية الكبرى يوم الجمعة، ناقشوا فرض عقوبات إضافية على روسيا، بالإضافة إلى إمكانية تطبيق تعريفات جمركية على الدول التي يرون أنها “تمكن” روسيا من مواصلة حربها في أوكرانيا.

يظل الإيرادات الطاقوية المصدر الرئيسي لتمويل جهود الحرب الروسية، مما يجعل صادرات النفط والغاز هدفاً رئيسياً للعقوبات الغربية.

ومع ذلك، يحذر المسؤولون والمحللون من أن قيوداً عدوانية على النفط الروسي قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية، مما يثقل كاهل الاقتصادات الغربية ويضعف الدعم الشعبي لتلك الإجراءات.

منذ عام 2023، احتلت تركيا، عضواً في الناتو، المرتبة الثالثة كأكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين والهند، وفقاً لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.

كما تشارك دول أخرى في التحالف البالغ عددها 32 دولة، مثل المجر وسلوفاكيا، في شراء النفط الروسي. وكان ترامب، الذي يقضي عطلة نهاية الأسبوع في نادي الجولف الخاص به في بيدمينستر بولاية نيوجيرسي، يدعو الناتو ككتلة إلى فرض تعريفات جمركية بنسبة 50% إلى 100% على الواردات الصينية، معتبراً أن ذلك سيضعف قبضة بكين الاقتصادية على موسكو.

وقد فرض ترامب بالفعل تعريفة إضافية بنسبة 25% على الواردات من الهند للضغط على نيودلهي لوقف شراء النفط الروسي المخفض السعر، مما رفع الرسوم الجمركية الإجمالية على السلع الهندية إلى 50%، وأدى إلى توتر المفاوضات التجارية بين الديمتقراطيتين.

أما بالنسبة للصين، فإن ترامب امتنع عن فرض تعريفات إضافية على وارداتها بسبب شرائها للنفط الروسي، وسط توازن دقيق في هدنة تجارية مع بكين. وفي سياق آخر، أفاد مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب أخبر قادة أوروبيين سراً في مكالمة الأسبوع الماضي بضرورة قطع النفط الروسي لزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب، وطالب بفرض ضغط اقتصادي على الصين لدعم جهود موسكو.

يُذكر أن الصين أصبحت المشتري الأول للنفط الروسي منذ غزو موسكو لأوكرانيا في 2022، وأن الاتحاد الأوروبي فرض حظراً على واردات النفط الروسي البحرية والمنتجات المكررة مثل الديزل، مما أدى إلى انخفاض الواردات إلى 1.72 مليار دولار في الربع الأول من 2025، مقارنة بـ16.4 مليار دولار في الربع نفسه من 2021.

كما انخفض حصة روسيا في واردات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا إلى 19% في 2025، مع زيادة حصة الولايات المتحدة.

أما الكرملين، فقد طالب بسحب أوكرانيا من منطقة دونباس الشرقية (دونيتسك ولوهانسك) كشرط لوقف القتال، وهو مطلب رفضته كييف.

وفي تطورات متعلقة، أعلن وزير الدفاع الروماني يوم السبت أن مجالاً جوياً رومانياً قد تم اختراقه بطائرة بدون طيار أثناء هجوم روسي على بنى تحتية في أوكرانيا المجاورة. وأكد ترامب أن التزام الناتو بفوز الحرب في أوكرانيا “كان أقل بكثير من 100%”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى