الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى إعلان نيويورك بأغلبية ساحقة لتعزيز حل الدولتين

أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة 12 سبتمبر 2025، “إعلان نيويورك” الذي يرسم “خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها” نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك في اللحظات التي تسبق قمة عالمية لقادة الدول في الأمم المتحدة.
حصل مشروع القرار على تأييد 142 دولة، مقابل 10 أصوات معارضة تشمل الولايات المتحدة وإسرائيل والأرجنتين، مع امتناع 12 دولة أخرى مثل ألبانيا وإثيوبيا والإكوادور.
يُعد هذا الإعلان، الذي يمتد على سبع صفحات، نتاج مؤتمر دولي عقد في يوليو الماضي برعاية فرنسا والمملكة العربية السعودية، ويستنكر هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة حماس، مطالبًا إياها بإلقاء السلاح وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة، مع تسليم السلطة إلى السلطة الفلسطينية بدعم دولي.
ووصف النص حماس بأنه يجب عليها إطلاق سراح جميع الأسرى، في خطوة تُعتبر من أشد الانتقادات للحركة في تاريخ الأمم المتحدة.
رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقرار، معتبرًا إياه “خطوة في طريق لا رجعة فيه نحو السلام”، مشيرًا إلى أن 142 دولة اعتمدته بقيادة فرنسا والسعودية.
ويأتي التصويت قبل 10 أيام من قمة الـ22 سبتمبر في الأمم المتحدة، برئاسة مشتركة بين باريس والرياض، حيث تعهد ماكرون بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، إلى جانب دول أخرى مثل بريطانيا وإسبانيا وأيرلندا.
سياق الضغط الدولي
يُرى في الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين – الذي أعلنته نحو 75% من الدول الأعضاء منذ إعلانها عام 1988 – أداة إضافية للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب المدمرة في غزة، التي اقتربت من إكمال عامها الثاني.
رغم ذلك، يهدد توسع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية فرص قيام الدولة الفلسطينية، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة برفض قيام دولة فلسطينية، معتبرًا الأرض “ملكًا إسرائيليًا”.
كما رفضت واشنطن منح تأشيرات لقادة السلطة الفلسطينية، بما في ذلك الرئيس محمود عباس، للمشاركة في الجمعية العامة، مما أثار انتقادات واسعة.
ترحيب الفصائل الفلسطينية
أعربت فصائل المقاومة الفلسطينية عن تقديرها لأي جهود دولية تدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه، معتبرة اليوم التالي لانتهاء العدوان على غزة “يومًا فلسطينيًا بامتياز”.
وفي بيان مشترك نشرته حماس، أكدت الفصائل استعدادها لمناقشة قضية الأسرى ضمن اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من غزة وفتح المعابر، مؤكدة أن المقاومة “رد فعل طبيعي ومشروع” للاحتلال، ولن تتوقف إلا بزواله.
خسائر الحرب في غزة
منذ 7 أكتوبر 2023، ارتكبت إسرائيل – بدعم أمريكي – إبادة جماعية في غزة أسفرت عن مقتل 64 ألفًا و368 فلسطينيًا، وإصابة 162 ألفًا و367 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أودت بحياة 382 شخصًا، منهم 135 طفلًا.
رفضت إسرائيل الإعلان، واصفة إياه بـ”الإعلان الجانبي” الذي يهدف إلى فرض دولة فلسطينية دون حماس، فيما رحبت السلطة الفلسطينية بالأغلبية الساحقة، معتبرة إياه إنجازًا رئيسيًا لمؤتمر الأمم المتحدة الذي قاطعته واشنطن وتل أبيب.
هذا القرار، الأول الرئيسي في الدورة الثمانين للجمعية، يُرى كبشير خير للشرق الأوسط، يفتح آفاقًا للتعاون والتنمية إذا تم تنفيذه.