أخبار دولية

هجوم دامٍ لطالبان الباكستانية يودي بحياة 12 جنديًا في كمين حدودي مع أفغانستان

في حادث أمني مروع وقع فجر يوم السبت 13 سبتمبر 2025، أفادت السلطات الباكستانية بمقتل 12 من عناصر الجيش وحرس الحدود على الأقل، جراء كمين مدبر نفذته عناصر من حركة طالبان الباكستانية في منطقة حدودية جبلية شمال غرب البلاد، تحديدًا في إقليم خيبر بختونخوا المجاور لأفغانستان.

ويُعد هذا الهجوم واحدًا من أشد الاعتداءات دموية في المنطقة منذ أشهر، حيث يعكس تصاعدًا في التوترات الأمنية على طول الخط الدولي الطويل بين البلدين.

وفقًا لتصريحات مسؤول محلي في الإدارة الإقليمية، بدأ الهجوم حوالي الساعة الرابعة صباحًا، عندما نصب المهاجمون، الذين كانوا متخفين على جانبي الطريق الوعرة، كمينًا محكمًا لقافلة عسكرية تجوب المنطقة.

استخدم المهاجمون أسلحة ثقيلة ومتوسطة في إطلاق نار مكثف، مما أدى إلى مقتل الجنود فورًا، بينما نجحوا في الاستيلاء على معدات وأسلحة من الموكب المستهدف.

وأكد مسؤول أمني آخر في المنطقة الرقم الدقيق للضحايا، مشيرًا إلى أن العملية شهدت سرقة أسلحة من الموقع، مما يعزز من قدرات الجماعة المسلحة في عملياتها المستقبلية.

أعلنت حركة طالبان الباكستانية، المعروفة رسميًا باسم “تحريك طالبان باكستان” (TTP)، مسؤوليتها الكاملة عن الهجوم، واصفة إياه بـ”عملية معقدة ومُعدة بعناية فائقة”.

وفي بيان نشرته على قنواتها الإعلامية، زعمت الحركة أنها نجحت في الاستيلاء على 10 رشاشات آلية وطائرة مسيرة واحدة على الأقل، بالإضافة إلى غنائم أخرى من الأسلحة والعتاد.

ويأتي هذا الادعاء في سياق استراتيجية الحركة الرامية إلى إضعاف القوات الحكومية من خلال سرقة معداتها، مما يساعدها على تعزيز ترسانتها العسكرية في المناطق النائية.

يُشكل هذا الاعتداء جزءًا من سلسلة مستمرة من الهجمات الدامية التي تشنها حركة طالبان الباكستانية ضد الدولة الباكستانية، والتي غالبًا ما تشمل عمليات إطلاق نار، تفجيرات، واختطافات لعناصر أمنية.

وفي الجانب الآخر، ترد القوات الباكستانية بغارات جوية وهجمات برية مكثفة ضد معاقل الحركة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات من مقاتليها في الأشهر الأخيرة.

على سبيل المثال، في يوليو الماضي، أعلن الجيش الباكستاني عن قتل 30 مسلحًا حاولوا التسلل عبر الحدود، عقب هجوم انتحاري أودى بحياة 16 جنديًا في المنطقة نفسها.

كما شهدت الفترة الأخيرة، منذ أوائل يناير 2025، مقتل نحو 460 شخصًا في أعمال عنف متنوعة في إقليمي خيبر بختونخوا وبلوشستان المجاورة، معظمهم من عناصر الأمن، وفق إحصاءات رسمية.

أثار الهجوم مخاوف متزايدة بين السكان المحليين في المناطق القبلية، الذين أعربوا عن قلقهم من عودة الشعارات الداعمة لحركة طالبان إلى الجدران في عدة قرى بولاية خيبر بختونخوا خلال الأسابيع الماضية.

يخشى هؤلاء السكان أن يعود البلد إلى عصر العنف المتطرف الذي اجتاح غرب باكستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، حين تحولت إسلام آباد إلى حليف رئيسي لواشنطن في “الحرب على الإرهاب”.

ومع تزايد عدد عناصر الحركة وهجماتها في الشهرين الأخيرين، يبدو أن الوضع الأمني يتجه نحو تصعيد أكبر، مما يضع ضغوطًا إضافية على الجيش الباكستاني لتعزيز وجوده الحدودي ومواجهة التهديدات المتزايدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى