أخبار عربية

رئيس وزراء قطر يدين الهجوم الإسرائيلي الغادر على الدوحة ويؤكد استمرار الدور الوساطي

في كلمة قوية ألقاها أمام جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي مساء الخميس 11 سبتمبر 2025، أشاد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالتضامن الدولي الذي أبداه أعضاء المجلس تجاه الاعتداء الإسرائيلي على أراضي قطر.

ووصف الشيخ محمد الهجوم بأنه “غادر” وانتهاك صارخ لسيادة دولة عضو كامل الأعضاء في الأمم المتحدة، محذراً من أنه يمثل اختباراً خطيراً للنظام الدولي بأكمله.

وأكد الشيخ محمد أن إسرائيل، تحت قيادة “متطرفين متعطشين للدماء”، قد تجاوزت كل الحدود والقوانين الدولية، مطالبًا بعدم الاستسلام لغطرسة هؤلاء الذين يعانون من “سكرة القوة” بسبب الإفلات المستمر من العقاب. وشدد على ضرورة السعي الجاد نحو حل الدولتين كحل سلمي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، معبراً عن إصرار قطر على عدم التنازل عن مبادئها في السلام.

تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على الدوحة

وقع الهجوم الإسرائيلي يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، حوالي الساعة 3:46 مساءً بتوقيت الدوحة، عندما أطلقت 15 طائرة مقاتلة إسرائيلية 10 صواريخ على مجمع سكني في حي لقطيفية بالعاصمة الدوحة، بالقرب من محطة وقود ووكود على شارع وادي روضان.

كان الهدف الرئيسي قيادات الوفد التفاوضي لحركة حماس، الذين كانوا يجتمعون لمناقشة اقتراح وقف إطلاق النار الأمريكي الجديد، وسط حي سكني يضم مدارس وبعثات دبلوماسية معروفة للجميع.

أسفر الهجوم عن مقتل 6 أشخاص، منهم:

– حمام الحية، ابن رئيس الوفد التفاوضي خليل الحية.

– جهاد لبد، مدير مكتب الحية.

– ثلاثة حراس أمنيين لحماس.

– جندي من قوات الأمن الداخلي القطرية (لخويا).

كما أصيب عدة مدنيين، بما في ذلك زوجة خليل الحية واثنان من كبار قيادات حماس بجروح خطيرة، وفقاً لتصريحات حماس التي وصفت العملية بـ”الفاشلة” لعدم نجاحها في قتل القيادة العليا.

نفى الجيش الإسرائيلي أي إخطار مسبق لقطر، بينما نفت وزارة الخارجية القطرية تلقي أي إشعار قبل الانفجارات، مشيرة إلى أن الاتصال الأمريكي جاء أثناء سماع الدوي.

ردود الفعل الدولية والإقليمية

أثار الهجوم إدانات واسعة على المستويين العربي والدولي، معتبراً أول اعتداء إسرائيلي مباشر على دولة خليجية، مما يهدد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة التي دامت قرابة عامين.

– الولايات المتحدة: أعربت البيت الأبيض عن “عدم الرضا” تجاه الضربة، معتبرة إياها “لا تخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا”، خاصة أن قطر تستضيف قاعدة العديد الجوية الأمريكية الكبرى.

وأكد الرئيس دونالد ترامب أنه تحدث مع نتنياهو والقادة القطريين، وعد بمنع تكرار الهجوم، لكن الأحداث أثارت تساؤلات حول قدرته على الوفاء بذلك.

– مجلس الأمن: أصدر بياناً صحفياً يدين الضربات دون ذكر إسرائيل صراحة، مشدداً على أهمية خفض التصعيد ودعم سيادة قطر، مع تأكيد أولوية إطلاق الأسرى وإنهاء الحرب في غزة.

– دول عربية: أدانت السعودية “العدوان الوحشي”، والإمارات وصفته بـ”الجبان”، في حين دعت قطر إلى قمة عربية-إسلامية طارئة لصياغة رد مشترك.

– إسرائيل: دافع نتنياهو عن الضربة كـ”مبررة تماماً” لاستهداف قادة حماس المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر 2023، بينما وصف مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة قطر بـ”ملاذ للإرهابيين”.

التأثير على الوساطة والمستقبل

أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن إيمان قطر الكامل بدور الوساطة كـ”بارقة أمل” لإنهاء النزاع في فلسطين، مشيراً إلى أن الدوحة اختارت السلام منهجاً ولن تردعها “دعاة الحرب” عن ذلك.

وأضاف أن قطر ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي دون تردد، رغم أن الهجوم كشف عدم أولوية إسرائيل لتحرير الأسرى، وفقاً لتصريحات نتنياهو التي وصفها بـ”الشائنة والمغلوطة”.

شهدت الدوحة تشييعاً رسمياً للضحايا يوم الخميس 11 سبتمبر في جامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسط إجراءات أمنية مشددة وازدحام مروري كبير.

وأثار الحدث مخاوف من انهيار الجهود الوساطية، حيث أفادت مصادر دبلوماسية بأن الهجوم ضيّق خيارات إسرائيل وأثار شعوراً بالخيانة في الدوحة، مما قد يعيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

بهذا الهجوم، الذي يُعد خطأ تكتيكياً نادراً لإسرائيل، يتزايد التوتر الإقليمي، مع تهديدات من حماس بتصعيد، وتعهدات دولية بفرض عقوبات إذا تكرر الانتهاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى