بولندا تحذر من تصعيد خطير مع روسيا بعد خرق طائرات مسيرة لمجالها الجوي

في تطور مقلق، حذرت بولندا وحلفاؤها يوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 من احتمال “نزاع مفتوح” مع روسيا بعد اختراق حوالي 19 طائرة مسيرة، يُعتقد أنها تابعة للجيش الروسي، للمجال الجوي البولندي.
هذا الحادث، الذي وقع ليلًا، دفع القوات الجوية البولندية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) للتدخل بإقلاع طائرات مقاتلة لمواجهة الانتهاك.
أثار الحادث ردود فعل حادة من الغرب، حيث وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الوضع بأنه يحمل “خطرًا حقيقيًا” لتوسع الصراع الأوكراني.
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسؤولية روسيا عن الحادث، مشيرًا في بيان مقتضب إلى أن “روسيا بدأت من جديد” بانتهاكها المجال الجوي البولندي، وأعلن البيت الأبيض أن ترامب سيتواصل مع الرئيس البولندي كارول نافروتسكي لمتابعة التطورات.
أوضح رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن الطائرات المسيرة، التي تم إسقاط ثلاث منها على الأقل، لم تتسبب في إصابات، لكنه وصف الحادث بأنه “عملية روسية” قد تقرب المنطقة من نزاع مفتوح غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي قرية ويريكي فولا شرق بولندا، تسبب الحادث في تدمير سقف منزل وتناثر الحطام حوله، مما دفع الجنود لتفتيش الموقع.
أكدت المتحدثة باسم وزارة الداخلية البولندية كارولينا جاليكا العثور على حطام 14 طائرة مسيرة، بينما أشارت الوزارة إلى تضرر منزل وسيارة في المنطقة.
من جانبه، شدد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي على أن الحادث لم يكن عرضيًا، واصفًا إياه بـ”الهجوم غير المسبوق” على أراضي بولندا وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
في المقابل، نفت روسيا أي تورط في الحادث، مؤكدة عبر وزارة الدفاع أنها لم تستهدف بولندا خلال هجماتها الجوية على أوكرانيا.
كما اتهمت السفارة الروسية في وارسو بولندا بمحاولة تصعيد التوتر دون تقديم أدلة. وردت شخصيات أوروبية مثل المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بانتقادات حادة لروسيا، داعين إلى وقف تصرفاتها “المتهورة”.
من جهته، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن ثماني طائرات مسيرة على الأقل استهدفت بولندا عمدًا، مجددًا دعوته لإنشاء نظام دفاع جوي مشترك مع الحلفاء. وأعرب عن أسفه لعدم اتخاذ الغرب إجراءات حاسمة تتجاوز التصريحات.
الحادث، الذي وصفته مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بأنه “أخطر انتهاك روسي للمجال الجوي الأوروبي” منذ بداية الحرب، يعكس تصاعد التوترات في المنطقة، مع مخاوف من تداعيات أوسع قد تهدد استقرار أوروبا.