اقتصاد وتكنولوجيا

لماذا يرفض “شات جي بي تي” التعامل مع الإحصاءات الكبيرة؟

أثار الجدل مؤخرًا حول قدرات مولد الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” بعد أن فشل في تلبية طلبات غير اعتيادية من بعض المستخدمين، مثل عد الأرقام من 1 إلى مليون أو ذكر جميع الشعراء العرب على مر العصور.

هذا الأمر دفع كثيرين للتساؤل عن حقيقة قدراته التي رُوّج لها عالميًا بأنها “طفرة في عالم التكنولوجيا”.

بينما رأى بعض الخبراء أن هذه المواقف تكشف عن ثغرات وضعف في النظام، اعتبر آخرون أن الامتناع عن تنفيذ مثل هذه الطلبات جزء من الذكاء نفسه، لكونها مهام غير واقعية تستهلك وقتًا وموارد دون فائدة عملية.

في تجربة افتراضية، عند سؤاله عن سبب رفضه للعد حتى المليون، أجاب “شات جي بي تي” نصًا:

لست مصممًا لأداء مهام متكررة وبسيطة مثل العد رقمًا رقمًا، لأن ذلك مضيعة للوقت والموارد، والنظام مبرمج لتجنب العمليات الطويلة غير المفيدة”.

ويرى خبراء الذكاء الاصطناعي أن مثل هذه الأسئلة تستنزف الموارد الحاسوبية للنموذج، خاصة في النسخ المجانية، ما يؤدي أحيانًا لتوقفه عن الاستجابة. بينما توفر النسخ المدفوعة دقة أكبر، لكنها تعتمد أيضًا على مهارة المستخدم في صياغة الإيعاز (Prompt Engineering) بشكل دقيق.

وأكد الخبير زياد عبد التواب أن “شات جي بي تي” لا يمكن اعتباره فاشلًا، بل هو نموذج يتطور بسرعة كبيرة منذ إصدارات GPT-3 وحتى GPT-5، ويتميز بقدرات استثنائية في فهم اللغات واللهجات المختلفة، معتبرًا أن ما يحدث هو سوء استخدام أحيانًا أكثر من كونه قصورًا في النموذج.

هذه النقاشات تكشف أن “شات جي بي تي” رغم قوته، لا يزال أداة تعتمد على كيفية التعامل معها، وأن حدوده التقنية لا تقلل من كونه أحد أبرز ابتكارات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى