نتنياهو بين تصريحات خطرة و سقوط إلى حافة الهاوية قراءة من الداخل الإسرائيلي تعكس اسباب و ابعاد التصريح
علي عماد الدين، باحث في الشأن الإسرائيلى وقضايا الدفاع والامن القومى و التسليح

بعد التصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو حول اقامة دولة اسرائيل الكبرى فى جلستة الحوارية على قناة اسرائيل ٢٤ التى يشاهدة عموم الشعب الاسرائيلى مع الصحفى شارون غال التى تحدث عن دولة اسرائيل الكبرى و حلمه فى ضم اجزاء من مصر و دول عربية اخرى و حديثة ايضا الذى حمل صورة من جذب التعاطف و القول بانها (ارتباط عاطفى و دينى و مهمه و رسالة روحانية ) سادت فى المنطقة حالة من الجدل بين الاوساط الاقليمية و العالمية و حتى الاسرائيلية الداخلية ذات نفساها حيال نواية هذة التصريحات و ما هو الهدف و المخذى حيال ذالك٠
فى حقيقة الامر يمتلك هذا التصريح ابعادا كثيرة ليس فقط تصريحا عاكسا للخلفية الايدلوجية للوزير الاسرائيلى فهذا التصريح ليس الاول من نوعه فى وسط الاوساط الإسرائيلية ففكرة تصريح اسرائيل الكبرى ليست وليدة اليوم بل وردت و ذكرها الكثير من المسؤولين الإسرائيليين امثال شارون و سموترتش و جولدا مائير و مناحم بيجن و غيرهم من القيادات الاسرائيلية على مر التاريخ و مرارا و تكرارا و فكرة اسرائيل الكبرى تمثل بالنسبة للشعب الاسرائيلى فكرة غير مرتبطة بتيار فكرى او دينى او ايدلوجى منفصل بل فكرة توحد جميع الشعب الاسرائيلى بجميع فئاته حيث تعتبر فكرة قومية مجمعة
السؤال هنا لماذا صرح نتياهو هذا التصريح و فى هذا الوقت فى الحقيقية
يتوقف الامر حول ابعاد كثيرة و اولها و اهمها
البعد الداخلى :يعانى نتياهو من موقف متأزم للغاية داخليا حيث يعانى من شبح احكام الفساد و قضاياها من جانب و اهالى الاسرى من جهة و مواقف الكابينيت و الحكومة الاسرائيلية ذات نفسها من جهة اخرى حيث حصر نتياهو ببن دوامة من الافكار و المصالح المتضاربة التى يستحيل ان يوفى بها جميعا فى ان واحدة حيث تضارب جميع الاطياف الاسرائلية فى هذا الوقت على اراء مختلفة ولا تجتمع على رائ واحد حيث على سبيل المثال يطالب اليساريون و اليبراليون و الاحزاب العلمانية بأسرائيل بإيقاف الحرب و اتمام صفقة تبادل تضمن رجوع جميع الاسرى (على لسان يائير لابيد شخصيا زعيم المعارضة الاسرائيلى) و ايقاف ما يسمى بنذيف الرصيد الحيوى للوجود الاسرئيلى و خسارة المجندين فى غزة الشباب المحرك الاساسى للاقتصاد الاسرائيلى و على الجانب الاخر الاحزاب اليمينية و الدينية التى تصدر قرارت من رموزها داخل الحكومة تؤجج من موقف نتنياهو و تصعبه و تقربه من حافة الهاوية مثل قرار الزام تجنيد الحريديم الذى زاد من الطينة بلة على رأس نتنياهو و زاد من البلبلة و الانقسام فى اوساط المجتمع الاسرائيلى و شدة احتدام الموقف ضد نتنياهو من اوساط و فئات داخل الشعب الاسرائيلئ غير ذالك عدم رضى الحكومة الحالية و وزراء اليمين بوقوف الحرب و عدم رضاهم عن مايجرى من ادخال مساعدات انسانية لقطاع غزة لعدم اشباعهم للخلفية الايدلوجية لاحزابهم على سبيل المثال رموز حزب اليكود (امثال سموترتش و بن غافير) و تهديدهم لنتنياهو بالاستقالة و خلق ازمة دستورية لنتياهو و تركة و حدة فى مواجهة هذة الفترة الصعبة وحدة ان تم ادخال اى مصدر من مصادر الحياة الى قطاع غزة فيجد نفسة بيين نارين نار اليمنيين من جهة و نار اليساريين و اهالى الاسرة الاسرة من جهة
و غير ذالك فى حالة ارضاء اي طرف من الاطراف و انهاء الحرب سواء باسلوب الارض المحروقة بشكل موسع و التى بدات باستخدامها اسرائيل الان او باسلوب السلمى سوف يجد نتنياهو شبحين بانتظارة الشبح الاول شبح المحاكمات التى من الممكن ان تقضى علية تماما بعد انتهاء الحرب و نفاذ ورقة القوانين التى تؤجل المحاكمة فى حالة الحرب و بين الشعب الاسرائيلى نفسة الذى سوف يسأله حول الاضرار الناجمة اقتصاديا و امنيا و وجوديا عن الحرب و فتح جبهات ليست من الازم (و هذا حسب استطلاعات رأى اجرتها جريدة معاريف و يدعوت احرنوت حول مدى رضى الشعب الاسرائيلى عن تعدد الجبهات و اداء الحكومة الذى اظهر فئة ساخطة عن ما يحث فى اسرائيل بسبب الحكومة) و غير اهالى القتلى من الجيش الاسرائيلى
فخرج نتياهو فى صورة تدعوا للتعاطف معه بشكل موحد بين اطراف المجتمع الاسرائيلى و دعا و صرح بالفكرة التى توحد جميع الاطراف الاسرائيلية (فكرة اسرائيل الكبرى) بالقول بانه يحمل رسالة عاطفية و روحانية وجودية لعموم الشعب الاسرائيلى
البعد الإقليمي : اما عن البعد الإقليمى لتصريح ليس البعد الرئيسى كما البعد الداخلى لكنه مهم اهمية كبيرة حيث يحاول نتياهو ايصال رسالة للشرق الاوسط ان الحروب و الازمات لم تنهك اسرائيل بل بالعكس مازالت اسرائيل قادرة على تنفيذ اى مخطط لها فى الشرق الاوسط و انها على جاهزية تامة لمواجهة اقوى دول المواجهة لها فى الشرق الاوسط و يبدو ان تصريح الوزير الاسرائيلى ناتج عن قلق احتدام اية مواجهة لها مع اى الاطراف فى الشرق الاوسط فى ظل هذة الظروف و يستخدم الاسلوب الاسرائيلى المعروف لمواجهة اى تهديد و خطر محتمل عن طريق الترهيب و التخويف و هذا يكشف الحالة التى وصل لها بنيامين من احتدام و حصار الموقف الاقليمى له٠
البعد الدولى : اما عن البعد الدولى من التصريح فيحاول نتنياهو تثبيت صورة الهيمنة الإسرائيلية للشرق الاوسط بعد الموقف المفاجئ لإسرائيل بعد الرفض الأوروبى الواسع لمخطط التهجير و اعادة فكرة احقية التاريخية المزعومة لاسرائيل على الشرق الاوسط الأذهان و العطاء اوربا و العالم رسالة غير مباشرة بعدم جدوى التدخل فى الصراع الاسرائيلى و بان المخططات القومية الوجودية الاسرائيلية جزئ لا يتجزأ من المخططات الإسرائيلية فى الشرق الاوسط
البعد الامنى و لوجستى و الاستراتيجى العسكرى
يعانى الجيش الاسرائيلى الان فترة من اشد الفترات المشتتة و الغير منضبطة على مدار اسرائيل منذ التأسيس حيث اثر تشتت و اصتدام الاراء فى الوسط العسكرى على اوامر و ادارة العسكرية للجيش الاسرائيلى حيث تضارب الاراء بين السياسين و العسكرين مما ادى الى قلة ثقة الجيش و أفراده فى الحكومة و نتنياهو بشكل اخص حيث يرى الجيش ان قرارات القيادة السياسية فى تل ابيب تهوى بالجيش و جنوده الى الهاوية و هذا الذى ظهر بعد عزم نتنياهو بالدخول الكامل الى غزة و احتلال القطاع بالكامل و اعتراض الكثير من القادة و الضباط فى تصريحات لمنصات الاعلامية الاسرائيلية لذالك يحاول نتنياهو ارجاع سيطرتة و شعبيتة على الجيش عن طريق هذا التصريح
الخاتمة
تعد فكرة اسرائيل الكبرى فكرة لا تتجزئ من تكوين الفكر الدولة الاسرائيلية الصهيونى لكن يستخدم التصريح به فى اوقات من بعد السياسين كورقة رابحة للخروج من مأزق سياسية و تحسين صورهم التاريخية امام الشعب الاسرائيلى نفسة