أخبار دولية

​من سينقل الحقيقة؟… وقفة احتجاجية في كولومبيا تندد بمقتل الصحفيين في غزة

شروق محمد

أجتمع نحو 25 صحفيًا أمام مقر وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) في العاصمة الكولومبية بوغوتا في وقفة تنديد بما يحدث في غزة من قتل زملائهم الصحفيين.

كان هذا الاحتجاج أشبه بصرخة جماعية ضد صمت يثقل صدور الصحفيين في كل مكان، ونداء للتنديد بمقتل زملائهم في غزة والمطالبة بفتح أبواب القطاع أمام الإعلام الدولي.

رفع المشاركون لافتات كتبت عليها عبارات صريحة: «إذا واصل الجيش الإسرائيلي قتل الصحفيين بهذا المعدل، فلن يبقى أحد في غزة لينقل لك الحقيقة»، و«من دون صحافة لا توجد حقيقة»، و«لا تطلقوا النار، نحن صحافة». كلمات تلخص مأساة مهنة يُفترض أن تحمي الحقيقة، فإذا بها تصبح هدفا في ساحة حرب.

لافتة "اذا واصل الجيش الإسرائيلي قتل الصحفيين بهذا المعدل، فلن يبقى أحد في غزة لينقل لك الحقيقة و من دون صحافة لا توجد حقيقة"
لافتة “اذا واصل الجيش الإسرائيلي قتل الصحفيين بهذا المعدل، فلن يبقى أحد في غزة لينقل لك الحقيقة و من دون صحافة لا توجد حقيقة”

ومن بين الحاضرين، تحدث مانويل فوينتس، مدير الشؤون التحريرية للأمريكتين في وكالة “إفي”، بنبرة متأثرة: “هذه الدعوة تأتي استجابة لنداء مراسلون بلا حدود للتنديد بمجزرة الصحفيين في غزة. للأسف، الأمر يتجاوز الصحفيين، فهناك أكثر من 60 ألف قتيل في القطاع. من واجبنا كوسائل إعلام أن نرفع الصوت بما يحدث هناك”

كما أعربت الصحفية المستقلة كونستانزا فيييرا، ممثلة عن جمعية الصحافة الدولية في كولومبيا (APIC)،جانبها عن مطلب بدا بديهيا: “جئنا استجابة لدعوة مراسلون بلا حدود لشيئين: أولاً، أن يتوقف قتل الصحفيين في غزة، وثانيا، أن يُسمح بدخول الصحافة الدولية لترى ما يحدث هناك. هذا هو مطلبنا”.

وهذه الوقفة في كولومبيا لم تكن سوى صدى لتحركات تضامنية تتكرر في عواصم عدة. فهذا الأحد، شاركت كولومبيا في أكبر مهمة مدنية أبحرت من برشلونة “أسطول صمود العالمي” (Global Sumud Flotilla) ، وهي للتضامن مع فلسطين، بمشاركة عشرين سفينة وأكثر من 500 شخص متوجهين نحو غزة لكسر الحصار الإنساني.

لافتة "من نهر مدريد الي بحر غزة"
لافتة “من نهر مدريد الي بحر غزة”

كما انضمت 44 دولة حول العالم لهذه المبادرة، مستخدمة أنهارها كرمز للمقاومة، في مشهد غير مسبوق جمع فنانين وناشطين دوليين. و أُتخذت كلمة “صمود” العنوان الجامع لهذه المبادرة العالمية، و التي أضافت زخما جديدا إلى التظاهرات المليونية من أجل فلسطين في قارات مختلفة.

أسطول صمود العالمي
أسطول صمود العالمي

وبحسب منظمة “مراسلون بلا حدود”، فإن ما لا يقل عن 220 صحفيًا قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في غزة خلال نحو 23 شهرًا من الحرب، وهو رقم غير مسبوق في النزاعات الحديثة.

رقم يلقي بظلاله الثقيلة على مهنة بأكملها، ويعيد طرح السؤال: من سينقل الحقيقة إذا أُطفئت أصوات الصحافة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى