تقارير

إسرائيل تتوعد باستهداف قيادات حماس خارج غزة

أعلنت الجهات الإسرائيلية الرسمية، مساء الأحد 31 أغسطس 2025، عن نجاح عملية اغتيال أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في غارة جوية استهدفت موقعاً في مدينة غزة يوم السبت السابق.

وفقاً للبيانات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، تم تنفيذ العملية بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة حول مكان اختبائه، مما أدى إلى مقتل حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، الاسم الحقيقي لأبو عبيدة، برفقة أفراد من عائلته وعدد من الآخرين.

هذه العملية تأتي في سياق تصعيد مستمر للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث أسفرت الغارات الأخيرة عن مقتل عشرات المدنيين، وفقاً لتقارير الدفاع المدني في القطاع.

  تفاصيل العملية وتأكيد الإسرائيليين

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في منشور على منصة إكس، أن “تمت تصفية المتحدث باسم إرهاب حماس في غزة، أبو عبيدة”، ووصف العملية بأنها “إعدام محكم” نفذه الجيش و”الشاباك” بشكل مثالي.

وأضاف كاتس أن أبو عبيدة “أُرسل للقاء جميع أعضاء محور الشر المحبطين من إيران وغزة ولبنان واليمن في قاع الجحيم”، مشيراً إلى أن المزيد من قيادات حماس ستُستهدف قريباً مع تكثيف الحملة في غزة. كما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن القوات الإسرائيلية نفذت العملية المشتركة يوم السبت، معبراً عن أمله في أن يكون أبو عبيدة قد قُتل، رغم عدم التأكد النهائي في البداية.

من جانبه، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بياناً يفصل فيه دور الكحلوت، قائلاً إنه “رأس منظومة الدعاية في الجناح العسكري لحماس” منذ عقد كامل، وكان مسؤولاً عن الإعلام العسكري في الألوية والكتائب، بالإضافة إلى التنسيق بين الجهات الإعلامية السياسية والعسكرية داخل الحركة.

وأوضح أدرعي أن العملية أُدارت من غرفة عمليات “الشاباك” باستخدام ذخائر دقيقة ومراقبة جوية لتقليل الإصابات المدنية، لكنها وقعت في حي الرمال غرب مدينة غزة، حيث أسفرت عن مقتل 66 شخصاً على الأقل يوم السبت، بما في ذلك أفراد من عائلة أبو عبيدة.

كما أكد رئيس أركان الجيش إيال زامير أن “عملياتنا لم تنتهِ بعد، فمعظم قادة حماس المتبقين موجودون في الخارج، وسنصل إليهم أيضاً”، مشدداً على أن هذه الضربة جزء من سلسلة عمليات في اليمن ولبنان وسوريا.

أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن هذه هي المحاولة الثالثة أو الرابعة لاغتيال أبو عبيدة منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، بعد فشل محاولتين سابقة.

وفقاً لإذاعة الجيش، كان أبو عبيدة أحد آخر القادة المتبقين من قبل 7 أكتوبر، وقد قاد حملات دعائية نفسية ونشر صوراً للأسرى الإسرائيليين والفظائع التي نسبتها إسرائيل إلى حماس.

الرد من جانب حماس والمصادر الفلسطينية

حتى الآن، لم تصدر حركة حماس أو كتائب القسام أي تعليق رسمي يؤكد أو ينفي مقتل أبو عبيدة، مما يعزز الغموض حول الخبر.

ومع ذلك، أفادت مصادر فلسطينية لقناة العربية صباح الأحد بأن أبو عبيدة قُتل في قصف إسرائيلي على شقة في غزة، حيث أكد أفراد من عائلته وقيادات في القسام معاينة الجثة.

كما ذكرت تقارير أخرى أن أكثر من 40 عضواً من عائلته استشهدوا معه، بما في ذلك زوجته وأبناؤه، في مجزرة وصفتها المصادر بـ”الغادرة”. وفي تغريدة على إكس، نشرت حساب غزة الآن خبر الاستشهاد، مشيرة إلى أنه “نزف إلى جماهير أمتنا”، لكن هذا لم يُؤكد رسمياً من الحركة.

سابقاً، نفت حماس مزاعم إسرائيلية حول هوية أبو عبيدة، معتبرة الصور المركبة محاولة للكشف عن معلومات. وفي سياق مشابه، أكدت حماس مؤخراً استشهاد قائدها العسكري محمد السنوار بعد أشهر من إعلان إسرائيل مقتله، مما يشير إلى نمط في تأكيد الخسائر لاحقاً.

من هو أبو عبيدة؟ خلفية الشخصية الرمزية

أبو عبيدة، أو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت كما كشفت المخابرات الإسرائيلية، يُعتقد أنه ولد في 11 فبراير 1985 في غزة، وعمرُه 40 عاماً.

اشتهر كالناطق الرسمي باسم كتائب القسام منذ عام 2007، وهو الذي أعلن لأول مرة في 25 يونيو 2006 عن عملية “الوهم المتبدد” التي أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط، الذي أُطلق سراحه لاحقاً في صفقة تبادل أسرى عام 2011.

كان يظهر دائماً ملثماً بالكوفية الحمراء أو الوشاح، مرتدياً بزة عسكرية بدون رتب، مع شارة “الناطق العسكري” وعلم فلسطين، وينهي خطاباته بعبارة “إنه لجهاد نصر أو استشهاد”.

وُلد وترعرع في مخيم جباليا شمال غزة، وحاصل على ماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية.

كان أبو عبيدة الواجهة الإعلامية الرئيسية لحماس، خاصة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي أعلنه، حيث نشر عشرات الخطابات والرسائل الصوتية عبر تيليغرام ووسائل التواصل، مما جعله رمزاً للحرب النفسية ضد إسرائيل.

وفقاً لتقارير، كان قريباً من قياديين مثل محمد الضيف ويحيى السنوار، وأُدرج في قوائم الاغتيال الإسرائيلية منذ سنوات بسبب دوره في الدعاية.

استهدفته إسرائيل سابقاً في 2008، 2012، 2014، و2023، لكن هذه كانت المحاولة الناجحة بحسب الإعلان الإسرائيلي.

 

تصعيد الحرب وتأثير الاغتيالات

يأتي هذا الإعلان في ظل حرب غزة المستمرة منذ أكثر من 23 شهراً، والتي اندلعت بعد هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وفقاً للإحصاءات الرسمية.

ردت إسرائيل بغزو بري وجوي أدى إلى مقتل أكثر من 63,459 فلسطينياً، غالبيتهم مدنيون، وفقاً لوزارة الصحة في غزة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. قتلت إسرائيل العديد من قيادات حماس البارزين، بما في ذلك يحيى السنوار، إسماعيل هنية، محمد الضيف، ومروان عيسى، مما أضعف الهيكل القيادي للحركة بشكل كبير.

التهديد باستهداف قيادات خارج غزة يعكس توسعاً في نطاق العمليات الإسرائيلية، حيث سبق اغتيال قيادات حماس في إيران ولبنان.

وفي الوقت نفسه، أدت الغارات الأحدث إلى مقتل 24 شخصاً إضافياً في غزة، وسط مخاوف متزايدة من تصعيد أكبر. على منصة إكس، أثارت الأنباء جدلاً واسعاً، مع تعبيرات من الاحتفال الإسرائيلي إلى الحزن والغضب في الأوساط الفلسطينية والعربية، حيث وُصف أبو عبيدة كـ”رمز للمقاومة” و”صوت الحق المدوي”.

هذا الخبر، إذا ثبت، يمثل ضربة معنوية كبيرة لحماس، لكنه قد يعزز الروح المعنوية لدى المقاومة من خلال تصويره كشهادة. ومع استمرار الصمت الرسمي من حماس، تبقى التفاصيل المستقبلية حاسمة في تحديد التأثير الحقيقي على مسار النزاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى