اقتصاد وتكنولوجيا

مواصفات براقة أم خداع تسويقي؟ أساليب شركات الحاسوب لتضليل المشترين عند اختيار الشاشات

لا يختلف اثنان على أن الشاشة عنصر محوري في تجربة استخدام الحاسوب، سواء للألعاب أو للعمل أو لمشاهدة المحتوى المرئي.

ومع ذلك، فإن العثور على شاشة تلبي التوقعات الحقيقية قد يكون تحدياً صعباً، خاصة مع الحيل التسويقية التي تلجأ إليها بعض الشركات لإقناع المستهلكين بدفع المزيد مقابل مواصفات قد لا تحمل قيمة عملية.

فيما يلي أبرز هذه الأساليب التي يُستخدم بعضها بشكل واسع في سوق الشاشات:

“شاشة بلا حواف”.. وهم بصري

رغم أن الشركات تروّج لتصميمات “بلا إطار” أو “بلا حواف”، إلا أن الحقيقة أن أي شاشة تحتاج إلى حافة لدعم اللوحة.

غالباً ما تُظهر الصور الترويجية حواف شبه معدومة، بينما الواقع يكشف عن حواف واضحة، قد تصدم المشتري عند استلام المنتج.

 مكبرات صوت وميزات “حماية العين”

كثير من الشاشات تُسوَّق بمكبرات صوت مدمجة، لكنها في الغالب ضعيفة الأداء ولا تناسب سوى المهام البسيطة.

أما ميزة “تقليل الضوء الأزرق” فهي لا تعدو كونها فلتر لوني برتقالي يمكن تفعيله من إعدادات نظام التشغيل نفسه، ومع ذلك تُقدَّم كميزة خاصة لتبرير السعر.

 نسبة التباين الديناميكي

الشركات تعرض نسباً خيالية مثل 8,000,000:1، لإيهام المشتري بجودة صورة خارقة. لكن ما يحدد الأداء الفعلي هو نسبة التباين الأصلية، أي قدرة الشاشة على إظهار تفاصيل الأبيض والأسود في المشهد نفسه، وليس مقارنة صور مختلفة كما يحدث مع التباين الديناميكي.

 شهادات HDR مضللة

انتشار محتوى HDR جعل الشركات تسوّق شاشاتها بشهادات مثل DisplayHDR 400. غير أن هذه الشهادة لا تضمن سطوعاً عالياً أو ألواناً غنية أو تقنية التعتيم المحلي، وبالتالي قد تكون التجربة أقل بكثير مما يوحي به الاسم.

 زمن استجابة “1 مللي ثانية”

الرقم يبدو مثالياً، لكنه غالباً يُقاس وفق معيار GTG (من الرمادي إلى الرمادي)، وهو لا يعكس الزمن الفعلي عند الانتقال بين جميع الألوان. بعض الشاشات منخفضة السعر قد تُظهر ظلالاً وتشوهات رغم وجود هذا الرقم البراق على العلبة.

 HDMI 2.1.. دعم ناقص

رغم أن المعيار يقدم مميزات مهمة مثل 4K/120Hz وVRR، إلا أن العديد من الشاشات التي تضع HDMI 2.1 في مواصفاتها لا تدعم كل خصائصه، ما يحوّل الاسم إلى مجرد أداة تسويقية دون تجربة حقيقية متكاملة.

 سباق معدلات التحديث الفائقة

بعض الشاشات تُطرح بمعدلات تحديث تصل إلى 360Hz و480Hz وحتى 500Hz. ورغم كونها إنجازاً تقنياً، إلا أن الفائدة العملية تبقى محدودة للغاية، إذ تكفي معدلات 144Hz لمعظم المستخدمين، بينما يجد اللاعبون المحترفون فارقاً عند 240Hz فقط

في سوق يفيض بالشعارات والأرقام اللامعة، تبقى المراجعات الموثوقة والمعرفة التقنية السلاح الأهم للمستهلك. فالكثير من المواصفات التي تُعرض على أنها ميزات ثورية لا تضيف شيئاً للتجربة اليومية، بل تُستخدم غالباً لرفع السعر أو جذب الأنظار دون قيمة حقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى