تفتيش محدود للمنشآت النووية الإيرانية وتهديدات أوروبية بإعادة العقوبات

كشف مصدر دبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن عمليات التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية ستقتصر حالياً على المنشآت التي لم تتعرض لأضرار جراء الضربات الأمريكية والإسرائيلية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، وفقاً لوكالة “أسوشيتد برس”.
وأفاد دبلوماسي آخر أن ممثلي ثلاث دول أوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) هددوا بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي، بعد فشل المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين يوم الثلاثاء للتوصل إلى اتفاق يمنع هذه الإجراءات، وذلك قبل أيام من انتهاء المهلة النهائية.
وأشار المصدر إلى أن الجهود مستمرة لإيجاد حل قبل نهاية أغسطس، وهو الموعد الذي حددته الدول الأوروبية الثلاث (E3) لتفعيل “آلية الزناد” المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015، بسبب ما تعتبره هذه الدول عدم التزام إيران بالاتفاق.
ووفقاً لوكالة “أسوشيتد برس”، فإن إعادة فرض العقوبات تعني العودة إلى حزمة الإجراءات الأممية التي كانت سارية قبل الاتفاق، والتي تشمل حظر الأسلحة التقليدية، تقييد تطوير الصواريخ الباليستية، تجميد الأصول، حظر السفر، ومنع إنتاج التكنولوجيا المرتبطة بالأسلحة النووية.
خلال اجتماع في جنيف، أفاد دبلوماسي مطلع، تحدث دون الكشف عن هويته، أن المحادثات بين مجموعة E3 وإيران انتهت دون نتائج نهائية. وكانت هذه المحادثات تالية للقاء عقد في إسطنبول بتاريخ 25 يوليو، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية.
من جانبه، أكد كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، عبر منصة “إكس”، التزام طهران بالدبلوماسية، داعياً الدول الأوروبية إلى “اتخاذ القرار الصحيح وإعطاء الدبلوماسية الفرصة الكافية”.
تتزايد المخاوف الأوروبية بشأن البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد رفع إيران مستوى تخصيب اليورانيوم إلى درجات قريبة من المستخدم في تصنيع الأسلحة، وذلك قبل الحرب الإيرانية-الإسرائيلية في يونيو التي استهدفت مواقع نووية إيرانية.
ومنذ ذلك الحين، قطعت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما زاد من الغموض حول برنامجها النووي ومخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من المستوى اللازم لصنع الأسلحة (90%).
وكانت الدول الأوروبية والولايات المتحدة قد اتفقت في وقت سابق من العام على تحديد نهاية أغسطس كمهلة نهائية لتفعيل “آلية الزناد” إذا لم تستوف إيران شروطاً معينة، تشمل استئناف المفاوضات مع واشنطن، السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى مواقعها النووية، وتوضيح كمية اليورانيوم عالي التخصيب التي تزيد عن 400 كيلوغرام.