تقارير

أزمة ثقة متفاقمة.. هل تتحول أرمينيا إلى “أوكرانيا جديدة” بعد تخلي موسكو عنها؟

تشهد العلاقات بين أرمينيا وروسيا واحدة من أسوأ أزماتها التاريخية، بعد أن وجدت يريفان نفسها وحيدة في مواجهة هجمات أذربيجان على إقليم ناغورني كاراباخ عامي 2020 و2023، حيث التزمت موسكو موقف “المتفرج” ولم تقدم الدعم العسكري لحليفتها التقليدية، بل بدت أقرب إلى باكو مراعاة لتحالفاتها مع أنقرة.

هذا التحول دفع محللين للقول إن أرمينيا بدأت تتجه أكثر نحو الغرب، ما قد يجعلها “أوكرانيا جديدة” في القوقاز، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية أمام القاعدة العسكرية الروسية في مدينة غيومري للمطالبة بإنهاء الوجود الروسي.

 جذور أزمة الثقة

يرى خبراء أن أزمة الثقة بين الأرمن والروس ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى أكثر من قرن، عندما وقفت الإمبراطورية القيصرية موقف المتفرج إزاء المجازر التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن. واليوم تتجدد الأزمة مع خسارة أرمينيا لكامل إقليم كاراباخ عام 2023، وهو منطقة تاريخية مقدسة بالنسبة للأرمن.

 الدور الغربي المتنامي

الدكتور آصف ملحم، مدير مركز جي أس أم للدراسات، أوضح أن الغرب يسعى منذ عقود لخلق بؤر توتر في القوقاز لقطع الطريق أمام روسيا نحو “المياه الدافئة” وخط “شمال – جنوب” الاستراتيجي الذي يربط موسكو ببحر قزوين ثم إيران والهند.

وأشار إلى أن واشنطن وحلف الناتو يدعمان أرمينيا عسكريًا وتدريبيًا، بما في ذلك تعاون يريفان مع فرنسا في مجال الدفاعات الجوية.

أما أستاذ العلاقات الدولية عبد المسيح الشامي، فشدد على أن الأرمن ينظرون إلى روسيا كحليف غير موثوق، إذ خذلتهم في محطات مفصلية تاريخيًا، مؤكداً أن توقيع اتفاق السلام الأخير مع أذربيجان جرى برعاية غربية بعيدًا عن أي دور روسي، وهو ما يمثل بداية النهاية للتحالف التقليدي بين موسكو ويريفان.

 نحو مشهد جديد في القوقاز؟

يتفق الخبراء على أن الغرب يسعى لاستغلال الأزمة لتقريب أرمينيا من حلف الناتو، مع إبقاء الدعم في حدود التسليح والتدريب كما جرى في أوكرانيا.

وبينما تحاول موسكو استعادة نفوذها، فإن أرمينيا باتت تنظر إليها كشريك غير موثوق، مما يعزز المخاوف من تحول جنوب القوقاز إلى ساحة مواجهة جديدة بين روسيا والغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى