تقارير

استقالة وزير الخارجية الهولندي احتجاجًا على سياسة بلاده تجاه غزة تثير عاصفة سياسية

فريق داي نيوز الإخباري

في مشهد سياسي غير مسبوق، هزّت استقالة وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب الحكومة الهولندية، مثيرةً عاصفة من الجدل حول سياسات البلاد تجاه إسرائيل والحرب في غزة.

أعلن فيلدكامب استقالته احتجاجًا على فشله في إقناع باقي الوزراء باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا، خاصة في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يواجهها القطاع، والمجاعة التي أعلنتها الأمم المتحدة رسميًا.

دوافع “ضميرية” للاستقالة

أوضح الوزير السابق أن قراره “الضميري” نابع من أربعة أسباب رئيسية:

* الوضع الإنساني الكارثي في غزة، بما في ذلك المجاعة، ومنع المساعدات، واستهداف الصحفيين.

* نية إسرائيل شن هجوم على مدينة غزة، مما كان سيزيد من الكارثة الإنسانية.

* التوسع الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية.

* اعتماد مخطط E1، الذي يهدد بتقسيم الأراضي الفلسطينية.

انقسام سياسي حاد

لم تقتصر تداعيات الاستقالة على الحكومة فحسب، بل كشفت عن انقسام سياسي حاد بين الأحزاب الهولندية.

* حزب العقد الاجتماعي الجديد (NSC) الذي ينتمي إليه فيلدكامب، أصدر بيانًا تاريخيًا أعلن فيه دعمه الكامل لقراره. ووصف الحزب الوضع في غزة بأنه “لم يعد مقبولًا”، منتقدًا موقف حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) وحركة المواطن المزارع (BBB) اللذين رفضا اتخاذ أي إجراءات إضافية.

* حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD)، الذي يقود حكومة تصريف الأعمال، حاول الدفاع عن نفسه بالزعم أن الحكومة كانت تنوي بالفعل اتخاذ إجراءات “فعّالة” ضد حكومة نتنياهو، في محاولة لتخفيف حدة الانتقادات.

* حزب الحرية (PVV)، اليميني المتطرف بقيادة خيرت فيلدرز، اتخذ موقفًا مناقضًا تمامًا، حيث أصدر قرارًا حزبيًا يعتبر حركة حماس منظمة إرهابية يجب تدميرها بالكامل.

تساؤلات حول المستقبل

تثير هذه الأزمة تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد يسمح باتخاذ قرارات أقوى ضد إسرائيل، كما أنها قد تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات القادمة في البلاد، حيث من المتوقع أن يرتفع تأييد حزب العقد الاجتماعي الجديد بسبب موقفه الأخلاقي، بينما قد تتراجع شعبية الأحزاب الأخرى.

وتُظهر هذه الاستقالة أن تداعيات الحرب في غزة لم تعد مقتصرة على المنطقة فحسب، بل وصلت إلى قلب الحكومات الأوروبية، مما يعكس عمق التأثير الإنساني والسياسي للصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى