
حازت مدينة ألميريا (Almería)، إحدى الجواهر الأندلسية في جنوب إسبانيا، على لقب “أسعد مدينة في إسبانيا” وفق تقرير مؤشر السعادة الإسباني لعام 2025.
لكن ما السر وراء هذه المدينة الساحرة رغم صغر مساحتها؟
الجواب قد يكمن أولًا في طقسها المشمس على مدار العام، حيث لا تهطل الأمطار سوى في 29 يومًا فقط، ما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الأجواء الدافئة. لكن الحقيقة لا تتوقف عند الطقس، بل تتعداه إلى روح الضيافة الأندلسية. ففي ألميريا، يحصل الزوار على “التاباس” المجاني مع كل مشروب، وهو تقليد محلي جعل المدينة محببة لقلوب الإسبان والسياح على حد سواء.
ورغم صغرها، تزخر ألميريا بمعالم تاريخية وطبيعية لا تُفوّت:
القصبة (Alcazaba de Almería): قلعة إسلامية شُيّدت في القرن العاشر، تُعد من أبرز معالم التراث الأندلسي، وتطل بأسوارها على المدينة والميناء لتروي تاريخ الأندلس وكأنه حاضر.

كاتدرائية ألميريا (Catedral de Almería): تحفة معمارية من القرن السادس عشر، تجمع بين الطرازين القوطي والنهضة، وقد بُنيت بخصائص دفاعية للحماية من هجمات القراصنة.
ملاجئ الحرب الأهلية (Refugios de la Guerra Civil): شبكة أنفاق تحت الأرض شُيدت لحماية السكان أثناء الحرب، تحولت اليوم إلى متحف حي يروي حقبة عصيبة من تاريخ إسبانيا.
كابو دي غاتا (Cabo de Gata): محمية طبيعية ساحلية تُعد من أجمل مناطق إسبانيا، بشواطئها البكر ومناظرها الخلابة البعيدة عن صخب المدن.
ومن للمناطق السياحية وصولا لصحراء تابيرناس (Desierto de Tabernas): الصحراء الوحيدة في أوروبا، وأيقونة سينمائية عالمية استُخدمت لتصوير أفلام “الويسترن” الشهيرة وبعض مشاهد “Game of Thrones”.
ولا يكتمل سحر ألميريا من دون الإشارة إلى تنوعها الثقافي الذي يجمع بين روح الشرق الأوسط ونكهة أوروبا، مما يمنحها طابعًا أندلسيًا فريدًا.
وبين التاريخ والطبيعة، يبقى هناك دائمًا التاباس المجاني الذي يكفي الجميع، ليجعل تجربة زيارة ألميريا مزيجًا من البهجة والأصالة.