
صادق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على خطة السيطرة على مدينة غزة، وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط للمشاركة في العملية، وفق ما أفادت الوزارة الأربعاء.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن كاتس أقر خطة هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة. كذلك وافق على إصدار أوامر استدعاء جنود الاحتياط اللازمين لتنفيذ المهمة ويقدر عددهم بنحو 60 ألف جندي.
وأوضحت إذاعة الجيش أنه سيُطلق على عملية الهجوم على مدينة غزة إسم “عربات جدعون 2” ، وقال كاتس أن مع استكمال العملية ستتغير ملامح غزة ولن تبدو كما كانت في السابق.
وأفاد الأستاذ أيوب نصر “المختص في الشأن الأوراسي والفكر الجيوسياسي” في حوار خاص لموقع “داي نيوز” أن لمعرفة الهدف من هذا الغزو الآن فلابد من النظر في سياق حدوثة، فهو جاء بعد موافقة حماس وردها الإيجابي على مقترح الوسيطين القطري والمصري، وما تجيده إسرائيل منذ وجودها إلى يوم الناس هذا هو تخريب إسقاط المفاوضات وعرقلتها، ولهذا فإتخاذ هذا القرار الآن الهدف منه تجنب وقف الحرب والعدوان على غزة، وهذا يظهر للعالم ويبين له عن نية إسرائيل الخبيئة.
وأوضح نصر أن هذه الحرب إذا كانت كشف عن الخطط الإسرائيلية وأهداف الإحتلال، فإنها أيضا أبانت عن عدم قدرة الدول العربية على صياغة موقف موحد والتحرك بشكل جماعي ومنظم، وهذا ما جعل إسرائيل تغالي في العنف وتستمر في الإيادة الجماعية وسياسة التطهير العرقي. وأن الدول العربية، سواء دول الطوق أو غيرها، تعيش على وهم السلام وأحلام التطور والتقدم العلمي والإقتصادي الذي تقدمه إسرائيل لها لدفعها نحو سلام على النمط الإسرائيلي، وهذا أيضا يقف دون إتفاق عربي، ويجعل كل دولة تمتنع عن أخذ أي مبادرة أو خطوة خوفا من أن تكون خارج هذا الحلم وذلك الوهم.
وعند سؤال المختص بأن ماحدث بسوريا أمس من وضع حجر أساس لبعض المواطنين الإسرائيليين وهل هذه هي بداية دولة إسرائيل الكبرى كان جوابه: “لا أظن أن ما حدث حدث يشكل ممنهج بدليل تدخل جيش الإحتلال وإعادتهم إلى الضفة الغربية، وأن دولة اسرائيل الكبرى، على الأقل الآن، لا يراد بها ما أظهره مسؤولون إسرائيليون على الخريطة، لأن إسرائيل لا تستطيع حتى على المدى المتوسط الدخول في حرب مع دول لهم جيوش نظامية، وذلك لسببين، الأول أنها دولة تقوم قوتها بالدعاية لنفسها أنها الجيش الذي لا يقهر والمخابرات التي لا تنام، ودخول حرب مع جيش نظامي يظهر زيف هذا الإدعاء، والثاني أنها دولة تعتمد على الهجرة إليها وفي الحرب تبدأ الهجرة منها، وأوضح ما يمكن أن يستدل به على هذا هو في حرها مع إيران حيث ظهر زيف إدعائها وظهرت فيها الهجرة منها وهرب الكثير من مواطنيها. لهذا فهي ستتجنب الدخول مع أي الحرب وإنما هي تركز في توسعها على أمر خطير وهو ما أشرت له سابقا، حيث تريد بسط سيطرتها في المنطقة ومد نفوذها عن طريق توفير المظلة الأمنية والعسكرية للدول العربية وحمايتها من التهديد المحيط بها، سواء كان ذلك التهديد وهما مختلقا أو حقيقة، وتقديم وعود بمساعدتها على التطور العلمى والنمو الاقتصادى، ومدها بكل جديد فى هذين المجالين، وهكذا تضمن السيطرة على تلكم الدولة وخضوعها وتبعيتها”.
ومن وجهة نظر أخرى أوضحت شيخه ناصر البطاشي ” باحثة في العلوم السياسية والدراسات الأمنية النقدية” لموقع “داي نيوز” الإخباري أن إسرائيل تبرر هذا الغزو بأنه لحماية أمنها والقضاء على حركة حماس، لكن في العمق هناك أهداف أبعد. من أهمها: إعادة رسم المشهد الديمغرافي والسياسي داخل غزة من خلال دفع السكان نحو التهجير، والسيطرة على الشريط الساحلي المهم جغرافيًا. كذلك إسرائيل تسعى لفرض أمر واقع جديد يمنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقبلًا. ولا نغفل أيضًا أن الحكومة الإسرائيلية نفسها تمر بأزمات داخلية وانقسامات سياسية، وبالتالي استخدام الحرب يساعدها على صرف الأنظار وتوحيد الداخل خلف القيادة. وهي خطة وعملية عسكرية مجازفة ممكن ان تفشي مثل العمليات السابقة التي لم تحقق أهدافها المعلنة.
وأضافت الباحثة أن الوضع حساس جدًا للدول المجاورة خصوصا مصر والأردن ، فمصر تحديدًا تواجه الضغوط الكبرى، لأنها تدرك أن أي تهجير جماعي للفلسطينيين إلى سيناء سيمثل تهديدًا لأمنها القومي ولسيادتها. أما الاردن فهي رافضة بشكل قاطع لأي حديث عن ترحيل جديد للفلسطينيين، لأنه يخشى من تغيير التركيبة السكانية داخل المملكة.
أما دول الخليج فغالبًا تصدر بيانات إدانة وتتحرك دبلوماسيًا، لكن بحذر، لأنها توازن بين دعم القضية الفلسطينية وبين علاقاتها الاستراتيجية مع الغرب.
أفادت شيخة بأن الدعم الأمريكي لإسرائيل واضح على أكثر من مستوى فهي تقدم الدعم الاستراتيجي والامني لأسرائيل معتبرة ان هذه العمليات جزء من حماية الامن الوطني الاسرائيلي وضمان التفوق العسكري في المنطقة، ويتمثل دعمها العسكري لإسرائيل عبر تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخائر المتقدمة. وسياسيًا من خلال استخدام حق النقض في مجلس الأمن لحمايتها من أي قرار إدانة. كذلك تدعمها إعلاميًا بتبني السردية الإسرائيلية التي تضع الحرب في إطار “مكافحة الإرهاب”.
لكن من المهم الإشارة أن الإدارة الأمريكية تواجه أيضًا ضغطًا متزايدًا من الرأي العام في الداخل الأمريكي، خصوصًا مع صور المآسي الإنسانية التي تخرج من غزة، وهذا يضعها في موقف حرج بين دعمها التقليدي لإسرائيل وبين تزايد الانتقادات المحلية والدولية.
أما بالنسبة للجانب المأساوي من المشهد وهو مصير الفلسطينيين ردت شيخة بأن السيناريوهات التي تتداولها التحليلات غير مطمئنة، فبعد هذه العملية التي تدعى ب (عربات جدعون الثانية) هناك سيناريو محتمل بأن يكون تهجير واسع نحو مصر، وهو ما ترفضه القاهرة حتى الآن.
أو إبقاء الفلسطينيين داخل غزة لكن في مناطق معزولة ومكتظة، أشبه بـ”كانتونات” محاصرة أو استمرار النزوح الداخلي داخل القطاع، مع أوضاع إنسانية كارثية.
وفي جميع الحالات، المدنيون هم الخاسر الأكبر في التعرض لخدمات منهارة، نقص غذاء ودواء، وولادة جيل جديد يعيش في ظروف أصعب من أي وقت مضى.