“الخط الأحمر المصري”: دبلوماسية بالصوت والصورة لإيصال الحقيقة إلى العالم

شكلت رحلة وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى معبر رفح برفقة بيكي أندرسون، إحدى أبرز مذيعات شبكة CNN الأمريكية، خطوة دبلوماسية استثنائية لإيصال الرسالة المصرية إلى الرأي العام الغربي.

هذه الخطوة لم تقتصر على التصريحات السياسية التقليدية، بل اعتمدت على دبلوماسية الصوت والصورة لتفنيد الرواية الإسرائيلية وإبراز حقيقة الأوضاع على الأرض.

كسر حاجز الرواية الإسرائيلية

تُعدّ هذه الزيارة نموذجًا عمليًا لتطبيق مفهوم “الرأي العام” كما عرّفه كلاريد كينج، حيث أتاحت الفرصة للصحفية الأمريكية أن تتعرف بشكل مباشر على جهود مصر في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عرقلتها لهذه الجهود وتبني سياسة التجويع.

خلال هذه الرحلة، لم تكتفِ أندرسون بالاستماع إلى تصريحات الوزير عبدالعاطي، بل عايشت عن كثب الأجواء في المعبر، والتقىت بسائقي الشاحنات المصرية الذين ينتظرون لأيام وشهور للحصول على تصريح بالمرور.

هذا التعايش المباشر سمح لشبكة CNN بنقل صورة حقيقية وواقعية إلى متابعيها، وهو ما يمنح الرسالة مصداقية وتأثيرًا أكبر.

“خط أحمر” يواجه التهجير

الزيارة لم تقتصر على إبراز الجانب الإنساني فقط، بل كانت فرصة لتأكيد الموقف المصري الحاسم. فمن قلب المعبر، تحدث الوزير عبدالعاطي عن “الخط الأحمر” الذي تضعه مصر في وجه أي تصور إسرائيلي يهدف إلى تهجير سكان غزة، وهو ما نقلته الشبكة الأمريكية بوضوح إلى جمهورها العالمي.

وصول عالمي وتفاعل واسع

تأثير هذه الخطوة لم يظهر فقط في التغطية الإعلامية، بل تجلى في الأرقام الهائلة للتفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي.

النسخة العربية من تقرير CNN على فيسبوك حققت تفاعلات واسعة تجاوزت 900 مشاركة وأكثر من 2100 تفاعل، مع مشاهدات تجاوزت 69 ألف مشاهدة خلال 10 ساعات فقط. أما النسخة الإنجليزية، فقد حققت أرقامًا أكبر بكثير، حيث تجاوزت مشاهداتها 155 ألف مشاهدة على إنستغرام وأكثر من 840 تعليقًا على فيسبوك.

هذه الأرقام تؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية في الوصول إلى الجمهور الأجنبي بنفس لغته، وتوظيف وسائل الإعلام العالمية لمواجهة الرواية الإسرائيلية. كما أن وجود تعليقات مؤيدة للرواية الإسرائيلية في منشورات CNN، يقابله ردود من حسابات تفنّد هذه المزاعم وتوضح الحقائق، هو دليل على قوة الرسالة المصرية وتأثيرها في النقاش الدائر حول الأزمة.

تعتبر هذه المقابلة خطوة هامة في معركة الروايات، حيث أثبتت مصر قدرتها على استخدام الأدوات الإعلامية الحديثة لإيصال صوتها وتفنيد مزاعم حكومة نتنياهو المتطرفة، التي تحاول تضليل الرأي العام العالمي.