
شنّ المستشار التجاري للبيت الأبيض، بيتر نافارو، هجوماً حاداً على الهند بسبب استمرارها في استيراد النفط الخام الروسي، معتبراً أن هذه المشتريات “تضخّ أموالاً في شرايين آلة الحرب الروسية” ويجب أن تتوقف فوراً.
وفي مقال رأي نشرته فاينانشال تايمز، كتب نافارو: “إذا كانت نيودي تلي تريد معاملة الولايات المتحدة لها كشريك استراتيجي، فعليها أن تبدأ بالتصرف كشريك استراتيجي بالفعل”. وأضاف أن الهند أصبحت “غرفة مقاصة عالمية” للخام الروسي عبر إعادة تصديره على شكل منتجات نفطية عالية القيمة تمنح موسكو الدولارات التي تحتاجها.
التصعيد الأمريكي جاء بعد أن فرض الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من أغسطس رسوماً جمركية إضافية بنسبة 25% على الواردات الهندية، ليرتفع مجموع الرسوم إلى 50%، مبرراً القرار باستمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي رغم التحذيرات.
في المقابل، ردّت وزارة الخارجية الهندية بالقول إن بلادها تتعرض لـ”انتقادات غير عادلة”، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يواصلان شراء بضائع روسية في الوقت نفسه.
وأثار نافارو مزيداً من الجدل حين حذّر من خطورة نقل التكنولوجيا العسكرية الأمريكية المتقدمة إلى الهند، معتبراً أن نيودلهي “تتودد الآن إلى روسيا والصين”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين بكين ونيودلهي تقارباً حذراً، حيث يستعد رئيس الوزراء ناريندرا مودي للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ نهاية الشهر، فيما بدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارة إلى الهند لإجراء محادثات حول النزاع الحدودي بين البلدين.
وعلى وقع هذا التوتر، كشف مصدر دبلوماسي عن إلغاء زيارة لوفد تجاري أمريكي إلى نيودلهي كانت مقررة بين 25 و29 أغسطس، ما بدّد الآمال في إحراز تقدم نحو اتفاق تجاري جديد أو تخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية اعتباراً من 27 أغسطس.