ماسك أم ألتمان.. من يكتب الفصل القادم في مستقبل البشرية؟

يتصاعد سباق التكنولوجيا بين عملاقي وادي السيليكون إيلون ماسك وسام ألتمان، وهذه المرة ليس حول الصواريخ أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بل حول محاولة ربط الدماغ البشري بالآلة، في خطوة يرى كثيرون أنها قد تغيّر مصير الإنسان.
بداية الصراع
التنافس بين الرجلين بدأ بعد أن كانا شريكين في تأسيس OpenAI عام 2015، حيث وفّر ماسك الجزء الأكبر من التمويل.
لكن خلافات لاحقة دفعت ماسك للاستقالة المفاجئة من مجلس إدارة الشركة عام 2018، لتتحول العلاقة بينهما إلى منافسة علنية حول من سيقود ثورة الذكاء الاصطناعي القادمة.
مشروع ماسك: Neuralink
منذ عام 2016، أسس ماسك شركة Neuralink التي تعمل على تطوير شرائح دماغية متقدمة.
أحدث إصداراتها، شريحة N1، بحجم قطعة نقدية صغيرة، تضم نحو 1000 قطب كهربائي متصل بـ128 خيطًا أدق من شعرة الإنسان، تُزرع داخل الدماغ بواسطة جراح روبوتي.
وظيفة الشريحة هي تسجيل نشاط الدماغ وترجمته إلى أوامر رقمية يمكن للكمبيوتر فهمها، بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
وفي العام الماضي، أجرت الشركة أولى تجاربها على البشر بالولايات المتحدة، حيث تمكن مريض مُصاب بالشلل من استخدام الشريحة للكتابة، التحكم بالكمبيوتر، ولعب ألعاب الفيديو والشطرنج.
ومنذ ذلك الحين، خضع ستة أشخاص آخرون للتجارب، مع خطط للتوسع نحو أوروبا قريبًا. وقد جمعت الشركة 650 مليون دولار مؤخرًا، لتصل قيمتها السوقية إلى نحو 9 مليارات دولار.
مشروع ألتمان: Merge Labs
في الجهة المقابلة، يدعم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، شركة منافسة تحمل اسم Merge Labs.
تهدف هذه الشركة الناشئة إلى ابتكار واجهات دماغية أسرع وأكثر كفاءة باستخدام الذكاء الاصطناعي. ورغم أن ألتمان قد لا يشارك بشكل مباشر في الإدارة اليومية، إلا أنه يُعد من أبرز الداعمين الماليين والمعنويين لها، مع خطة لجمع 250 مليون دولار كتمويل أولي.
رؤية مختلفة.. هدف واحد
كلا الرجلين يتفقان على أن الغاية النهائية لهذه التكنولوجيا هي دمج الإنسان بالذكاء الاصطناعي:
- يرى ماسك أن وجود جهاز عالمي يتيح هذا التكافل ضرورة قصوى لمنع الذكاء الاصطناعي من الخروج عن السيطرة.
- بينما كتب ألتمان عام 2017 أن البشر والآلات قد يشكّلون كيانًا واحدًا بين عامي 2025 و2075، سواء عبر أقطاب دماغية أو من خلال تواصل عميق مع روبوتات المحادثة، مؤكدًا أن “الاندماج الناجح” بين الإنسان والآلة ممكن.
مفترق طرق للبشرية
ما بين شريحة ماسك ورؤية ألتمان، يقف العالم على أعتاب تحول غير مسبوق: هل ستقود هذه التكنولوجيا إلى تمكين الإنسان وفتح آفاق جديدة، أم أنها ستفتح الباب لمخاطر لا يمكن السيطرة عليها؟
الجواب قد يحدد مستقبل البشرية بأكملها.