
رغم ما يحيط بهم من هالة البطولات والمغامرة، تكشف شهادات وتجارب رواد الفضاء عن واقع مغاير لما يتخيله الكثيرون بشأن أوضاعهم المالية. فبرغم سنوات التدريب الشاق والمخاطر اليومية في الفضاء، تبقى رواتبهم أقرب إلى الموظفين الحكوميين منها إلى النجوم أصحاب الملايين.
أوضحت رائدة الفضاء السابقة كادي كولمان في تصريحات لصحيفة “واشنطن” أن “رواد الفضاء لا يتلقون أي تعويض عن ساعات العمل الإضافية”، مشيرة إلى أنها لم تحصل سوى على نحو 4 دولارات يوميًا كمخصصات إضافية خلال مهمتها التي استمرت 159 يومًا بين عامي 2010 و2011، ليبلغ مجموع ما حصلت عليه 636 دولارًا فقط.
ووفق بيانات وكالة ناسا، يبلغ متوسط راتب رائد الفضاء نحو 152 ألف دولار سنويًا، مع اختلاف المبلغ بحسب المؤهل والخبرة. ورغم أن الرقم يبدو جيدًا مقارنة بوظائف الأرض، فإنه لا يعكس حجم التضحيات التي يقدمها من يغامرون بحياتهم خارج الكوكب.
وتعيد هذه القضية تسليط الضوء على ظروف الرواد بالتزامن مع عودة سونيتا ويليامز وبوتش ويلمور إلى الأرض في 18 مارس المقبل، بعد إقامة مطولة في محطة الفضاء الدولية استمرت منذ يونيو 2023 بسبب عطل في مركبة “ستارلاينر” التابعة لشركة بوينغ، ما اضطرهما للعودة على متن “سبيس إكس كرو دراغون” برفقة رائد فضاء أمريكي وآخر روسي.
ويشغل ويليامز وويلمور حاليًا المرتبة GS-15، وهي الأعلى في سلم الرواتب الحكومية الأمريكية، ما يمنحهما دخلًا سنويًا يتراوح بين 125,133 و162,672 دولارًا. وبالنظر إلى بدل الإقامة الممتدة في محطة الفضاء الدولية، يُتوقع أن تصل مخصصاتهما عن الأشهر التسعة الأخيرة إلى ما بين 94,998 و123,152 دولارًا، وهو مبلغ لا يزال أقل بكثير من حجم المخاطر والضغوط التي تفرضها الحياة في الفضاء.