تقارير

هل تخوض أمريكا حربًا مع الصين عام 2027؟

كشفت مجلة “ناشيونال إنترست” في تقرير حديث أن الولايات المتحدة لن تدخل في حرب عسكرية مع الصين دفاعًا عن تايوان، رغم التقديرات التي تشير إلى احتمال غزو بكين للجزيرة بحلول عام 2027.

ويرى التقرير أن الظروف المالية والسياسية والعسكرية التي تعيشها واشنطن تجعل الانخراط في مثل هذا الصراع أمرًا غير واقعي.

 تراجع في أولويات واشنطن

يشير التقرير إلى أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، المتمثلة في رفض زيارة رئيس تايوان، لاي تشينغ تي، إلى الولايات المتحدة، وإلغاء اجتماع بين مسؤولي الدفاع، تُعد مؤشرًا واضحًا على توجه واشنطن نحو الابتعاد عن أي التزامات عسكرية مباشرة في الملف التايواني.

 أساس العلاقات الأمريكية – الصينية

منذ بيان شنغهاي عام 1972، والولايات المتحدة تعترف بمبدأ “الصين الواحدة”، معتبرة أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين. وفي عام 1978، اعترفت واشنطن رسميًا بحكومة بكين كحكومة شرعية وحيدة، لتقطع علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان في 1979.

أما في 1982، فقد التزمت الولايات المتحدة بخفض مبيعات الأسلحة لتايوان تدريجيًا، مؤكدة أن لا سياسة ثابتة لديها لتسليح الجزيرة.

قانون العلاقات التايوانية.. غموض في الرد

ورغم أن “قانون العلاقات التايوانية” لعام 1979 يمنح واشنطن حق اعتبار أي تهديد عسكري لتايوان تهديدًا للأمن والسلام في المنطقة، إلا أن صياغته تظل مبهمة، ولا تحدد بشكل واضح طبيعة الرد الأمريكي المحتمل.

 تايوان ليست مصلحة وطنية حيوية

بحسب التقرير، لم يبرر أي رئيس أمريكي سابق استعداد بلاده للتضحية بالموارد الاستراتيجية، بما في ذلك القدرات النووية، من أجل الدفاع عن تايوان. وبالتالي، فإن الدفاع عن الجزيرة لا يُعد أولوية قصوى ضمن المصالح الوطنية الأمريكية.

 انشغال أمريكي بالشرق الأوسط وضعف الدعم الآسيوي

تركز واشنطن في الوقت الحالي على الشرق الأوسط، حيث تنفق موارد عسكرية ضخمة، ما يحد من قدرتها على التفرغ لمواجهة الصين في المحيط الهادئ. كما أن الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة، مثل اليابان وأستراليا، لم يُظهروا التزامًا بدعم عسكري مباشر في حال اندلاع صراع بشأن تايوان.

 العقبة الاقتصادية الكبرى

تعاني الولايات المتحدة من ضغوط مالية غير مسبوقة، إذ بلغت ديونها الحكومية في 2024 نحو 37 تريليون دولار، بينما تجاوزت مدفوعات الفوائد حجم الإنفاق الدفاعي.

ويحذر التقرير من أن خوض حرب واسعة مع الصين قد يؤدي إلى أزمة مالية خانقة وانهيار قيمة الدولار.

لخلص التقرير إلى أن جميع المؤشرات، سواء العسكرية أو الاقتصادية أو الدبلوماسية، تستبعد انخراط الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع الصين دفاعًا عن تايوان في 2027، مرجحًا أن تواصل واشنطن الاعتماد على الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية بدلاً من التصعيد العسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى