الهند تدفع بفرقاطتين شبحيتين جديدتين لتعزيز قوتها البحرية في مواجهة النفوذ الصيني

تستعد البحرية الهندية لإدخال فرقاطتين حديثتين من طراز “مشروع 17A”، هما INS Udaygiri وINS Himgiri، إلى الخدمة رسميًا في 26 أغسطس الجاري، خلال احتفال يقام في ميناء فيساخاباتنام على الساحل الشرقي للهند.

الخطوة تعد حدثًا نادرًا يتمثل في تشغيل سفينتين من الفئة نفسها في وقت واحد، وتعكس تصاعد القدرات البحرية للهند وسط تنامي النفوذ البحري الصيني في المحيط الهندي.

ويؤكد محللون أن الفرقاطتين تمثلان نقلة نوعية في التصنيع الدفاعي المحلي، إذ تم بناؤهما في أحواض مختلفة باستخدام أحدث تقنيات التخفي وأنظمة القتال متعددة المهام.

مشروع “17A”، الذي أُقر عام 2015 بتكلفة تقارب 5.1 مليار دولار، يهدف لبناء سبع فرقاطات تحمل أسماء سلاسل جبلية هندية، مثل “Nilgiri”، “Himgiri”، و”Udaygiri”. هذه السفن تشكل العمود الفقري المستقبلي للأسطول الهندي، وتؤكد قدرة البلاد على الاعتماد على صناعتها العسكرية الذاتية وتقليل الحاجة إلى الموردين الخارجيين.

الفرقاطتان الجديدتان مزودتان بأنظمة دفع هجينة (ديزل وتوربينات غازية) وتحكم متكامل في المراوح، إضافة إلى ترسانة متطورة تشمل صواريخ أرض–أرض تفوق سرعة الصوت، وصواريخ أرض–جو متوسطة المدى، ومدفع عيار 76 ملم، وأنظمة دفاع قريبة المدى، ومعدات متطورة لمكافحة الغواصات، فضلًا عن مروحية للعمليات البعيدة.

يرى خبراء أن هذه الإضافة تعزز قدرة الهند على مراقبة وتأمين الممرات الملاحية الحيوية، وتعمل كعامل ردع أمام التوسع الصيني البحري، خاصة في ظل امتلاك الصين أكثر من 50 فرقاطة وتوسيع نشاطها في المحيط الهندي. كما أن تشغيل السفينتين يعد انتصارًا لمبادرة “صنع في الهند”، إذ تم تصميمهما وبناؤهما وتشغيلهما بأيدٍ هندية بالكامل.

يأتي هذا التطور في عام حافل بالتعزيزات البحرية الهندية، حيث انضمت مؤخرًا المدمرة INS Surat، والغواصة INS Vaghsheer، وزورق الدورية INS Arnala، وسفينة دعم الغوص INS Nistar، في إطار خطة لتجديد وتحديث الأسطول البحري بما يعزز جاهزيته لمواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية على حد سواء.

هذه التحركات، وفق الخبراء، تمثل تحولًا استراتيجيًا في نهج الأمن البحري الهندي، وترسخ موقع نيودلهي كلاعب رئيسي في معادلات الأمن الإقليمي، خصوصًا في مواجهة التحديات الصينية المتنامية في المنطقة.