تقارير

قمة ألاسكا: مواجهة باردة على أرض ساخنة بين ترمب وبوتين

 

في مشهد يوصف بأنه الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة، تتحول ولاية ألاسكا الأميركية غداً الجمعة إلى بؤرة الصراع الجيوسياسي العالمي، حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة هي الأهم منذ سنوات.

الحدث، الذي يصفه مراقبون بـ”ساعة الحسم”، سيفتح ملفات الحرب في أوكرانيا، والطاقة، والعقوبات، والحروب التجارية، بينما تترقب الأسواق العالمية كل كلمة قد تخفض أسعار النفط أو تدفع الذهب إلى قمم تاريخية.

عودة بوتين إلى أميركا بعد عقد من الغياب

الزيارة تمثل أول ظهور لبوتين في الأراضي الأميركية منذ 2015، وتأتي رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، والتي لا تلزم واشنطن بتنفيذها.

مسار الدعوات للقمة كان مليئاً بالعقبات، إذ رفض بوتين تقديم تنازلات وهو يعتقد أن الكفة تميل عسكرياً لصالحه في أوكرانيا، فيما أجّل ترمب اللقاء مراراً، ملوحاً بعقوبات اقتصادية إذا لم تتوقف الحرب.

مهلة ترمب… إطفاء النار أو خنق موسكو

أعلن ترمب قبل أسبوعين عن مهلة لا تتجاوز 12 يوماً لبوتين للتوصل إلى هدنة، وإلا فستفرض واشنطن عقوبات جديدة أكثر قسوة.

وفي مشهد يوحي بضيق الوقت، استقبل بوتين مبعوث ترمب الخاص في الكرملين قبل أيام من انتهاء المهلة، وسط ترقب لما إذا كانت ألاسكا ستكون نقطة بداية لإنهاء الحرب أو شرارة لتصعيد أكبر.

ألاسكا… أرض التماس التاريخي

اختيار ألاسكا ليس صدفة، فهي الولاية الأميركية الأقرب جغرافياً إلى روسيا عبر مضيق بيرينج، وشهدت تاريخياً محطات تعاون في الحرب العالمية الثانية، وأزمات محتدمة في الحرب الباردة.

هذه القمة ستكون أول زيارة لزعيم روسي إلى ألاسكا منذ أن باعتها الإمبراطورية القيصرية للولايات المتحدة عام 1867، ما يضفي على اللقاء رمزية سياسية عميقة.

وبين رهان الانفراج ومخاطر الانفجار، يبقى السؤال: هل ستكتب ألاسكا فصلاً جديداً في العلاقات الأميركية الروسية، أم ستتحول إلى منصة لإعلان مواجهة طويلة الأمد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى