الهند تلغي صفقة طائرات الاستطلاع الأمريكية P-8I وسط تصعيد سياسي مع واشنطن

قررت الهند إلغاء مفاوضات شراء ست طائرات استطلاع بحرية أمريكية من طراز Boeing P-8I Poseidon، في خطوة تعكس تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، وتفتح الباب أمام تغييرات محتملة في موازين القوى في المحيطين الهندي والهادئ.
يأتي هذا القرار في ظل تدهور العلاقات بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد الضغوط الأمريكية على نيودلهي لتقليص تعاونها الدفاعي والاقتصادي مع روسيا، وتحديدًا في ملف واردات النفط.
وقد زاد التوتر عندما فرضت واشنطن، في 6 أغسطس الجاري، تعريفة جمركية بنسبة 25% على الواردات الهندية للضغط على الحكومة لوقف شراء النفط الروسي، ما دفع نيودلهي للرد بالمثل.
الصفقة التي كانت قد حصلت على موافقة أمريكية في 2021 بقيمة 2.42 مليار دولار، شهدت ارتفاعًا حادًا في السعر بنسبة 50% ليصل إلى نحو 3.6 مليار دولار بسبب التضخم في الولايات المتحدة، ما زاد من حدة الخلافات.
الهند تمتلك حاليًا 12 طائرة من هذا الطراز وتعتبرها من أهم أدواتها البحرية، إلا أن انعدام الثقة في المورّد الأمريكي والقيود الصارمة على استخدام المعدات العسكرية دفعا نيودلهي إلى إعادة النظر في التعاون الدفاعي مع واشنطن، وهو ما سبق أن حدث عند استبعاد المقاتلة الأمريكية F-35 لصالح المقاتلة الروسية Su-57، التي تعرضها موسكو بكامل شفراتها المصدرية لتعزيز استقلال القرار العسكري الهندي.
ورغم أن روسيا لا تملك بديلاً مباشراً لطائرة P-8I، قد تلجأ البحرية الهندية إلى زيادة تشغيل أسطولها الحالي أو تطوير بديل محلي أو مشترك مع شركاء جدد مثل فرنسا. ويرى محللون أن هذا القرار يشكل خسارة كبرى للصناعات الدفاعية الأمريكية وضربة لاستراتيجية واشنطن في المنطقة.
وفي مؤشر على إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية، أعلن مكتب رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن زيارة مرتقبة إلى الصين هي الأولى منذ سبع سنوات، ما قد يثير قلقًا أمريكيًا وغربيًا بشأن النفوذ في آسيا.
التحول في توجهات الدفاع الهندية، إلى جانب احتمال تعزيز التعاون مع روسيا أو شركاء آخرين، قد يعيد رسم خريطة التحالفات العسكرية في المنطقة، ويؤثر على تبادل المعلومات الاستخباراتية البحرية وجهود مواجهة النفوذ الصيني.