تقارير

بوتين يكسب ودّ ترامب بلغة “تبادل الأراضي” استعدادًا لقمة ألاسكا

كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكّن مؤخرًا من استعادة ثقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما كان على وشك فقدان دعم الزعيم الغربي الوحيد المستعد للتعامل معه في الملف الأوكراني.

التقرير أوضح أن ترامب، الذي كان قد ضاق ذرعًا بالمحادثات المطوّلة والمكالمات غير المثمرة، بدأ يوجه إنذارات حاسمة لبوتين، بل وأعاد تحسين علاقته بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو ما أزعج موسكو التي كانت تراهن على الخلاف بينهما.

مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده ترامب لإنهاء الحرب، غيّر بوتين أسلوبه، وتخلّى عن الخطاب المتشدد حيال قضية الأراضي، ملمّحًا خلال اجتماع في الكرملين مع مبعوث ترامب الخاص، ستيف ويتكوف، إلى انفتاحه على صفقة تشمل “تبادل أراضٍ”.

ترامب علّق قائلًا: سنستعيد بعضًا منها، وسنتبادل بعضًا منها. سيكون هناك تبادل للأراضي لتحسين الوضعين

، وهي صيغة بدت أقرب إلى لغة العقارات التي يتقنها.

هذا التحول منح بوتين ما كان يسعى إليه منذ أشهر: لقاء مباشر مع ترامب دون حضور زيلينسكي، لعرض رؤيته والتفاوض على اتفاق ثنائي. في المقابل، شدد زيلينسكي أن الدستور الأوكراني لا يسمح بالتنازل عن أي جزء من أراضي البلاد.

بوتين طرح شروطًا أوسع تشمل: منع انضمام أوكرانيا إلى الناتو أو أي تحالف عسكري غربي، حظر استضافة قوات أجنبية، وضمان عدم بناء جيش أوكراني قادر على تهديد روسيا.

ويرى محللون أن بوتين يخطط للتوجه إلى قمة ألاسكا المرتقبة بخيارات متعددة، من بينها: فرض صفقة مواتية على أوكرانيا عبر ترامب، أو استغلال رفض كييف لتقليل الدعم الأمريكي لها، أو مواصلة الحرب لعام ونصف إضافي على أمل إنهاك الجيش الأوكراني.

الخبراء يحذرون من أن قبول ترامب بمطالب موسكو قد يفتح شرخًا عميقًا بين الولايات المتحدة وأوروبا، فيما يصر بوتين على تحقيق مكاسب استراتيجية حتى لو تطلب الأمر استمرار النزاع.

القمة المرتقبة قد تحمل نهايات مختلفة، لكن المؤكد أنها تمثل فرصة ثمينة لبوتين لتعزيز موقعه، وكابوسًا محتملاً لأوكرانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى