أخبار دوليةاقتصاد وتكنولوجيا

واشنطن تكثف جهودها للسيطرة على المعادن النادرة في غرينلاند وسط تنافس مع الصين

تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في غرينلاند من خلال استغلال مواردها المعدنية النادرة، وهي المعادن الضرورية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة مثل الهواتف الذكية وأنظمة الدفاع الصاروخي، وذلك في إطار منافسة متصاعدة مع الصين التي تهيمن على إنتاج هذه الموارد وتتحكم في تصديرها.

يقود هذه الجهود درو هورن، الرئيس التنفيذي لشركة “غرين ميت”، التي تعمل كحلقة وصل بين الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص في مجال المعادن الحيوية. وقد زار هورن منطقة جنوب غرينلاند لتفقد مشروع “تانبريز”، الذي يُعدّ أحد أكبر المواقع غير المستغلة للمعادن النادرة في العالم، وتملكه شركة “كريتيكال ميتالز”. يهدف المشروع إلى تقليص الاعتماد الأمريكي على الصين من خلال تأمين مصدر مستقل لهذه المعادن الحيوية.

تأتي هذه التحركات في ظل جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز النفوذ الاقتصادي والعسكري الأمريكي في غرينلاند، حتى لو تطلب ذلك الضغط على سيادتها، بهدف ضمان الوصول إلى مواردها المعدنية ومواجهة التوسع الصيني في المنطقة. وتشمل خطط الإدارة اقتراحات لبناء محطات طاقة كهرومائية ومراكز بيانات، إلى جانب دراسة توسيع الوجود العسكري الأمريكي في الجزيرة.

تتمتع غرينلاند، التي تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة ولاية تكساس ويبلغ عدد سكانها حوالي 57 ألف نسمة، باحتياطيات ضخمة من المعادن النادرة، بالإضافة إلى الذهب والألماس.

ومع ذوبان الجليد نتيجة تغير المناخ، أصبحت هذه الموارد أكثر سهولة للاستغلال، مما يجعل الجزيرة موقعًا استراتيجيًا محتملاً لطرق الشحن عبر القطب الشمالي.

على الرغم من محاولات عدة شركات للاستثمار في مواردها، إلا أن غرينلاند تواجه تحديات كبيرة مثل الظروف الجوية القاسية، نقص البنية التحتية، وارتفاع تكاليف التشغيل، مما أدى إلى توقف معظم المشاريع. ومع ذلك، أعادت التوترات التجارية الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين، وقيود بكين على تصدير المعادن الاستراتيجية، إحياء الاهتمام الأمريكي بمشاريع مثل “تانبريز”.

الجيولوجي غريغ بارنز، الذي اكتشف موقع “تانبريز” في التسعينيات، وصفه بأنه أكبر ترسب للمعادن النادرة الثقيلة خارج الصين، ورفض عروضًا من شركات صينية لشراء المنجم لأسباب تتعلق بالأمن القومي، مفضلاً بيعه إلى شركة غربية.

في يوليو 2024، تم بيع مشروع “تانبريز” إلى شركة “كريتيكال ميتالز” مقابل 5 ملايين دولار نقدًا و211 مليون دولار في صورة أسهم.

لاحقًا، تلقت الشركة خطاب اهتمام من بنك التصدير والاستيراد الأمريكي (EXIM) للحصول على قرض بقيمة 120 مليون دولار، وهو جزء من استثمار إجمالي يُقدر بـ290 مليون دولار لتطوير المشروع.

رغم الإمكانيات الكبيرة، حذر خبراء من تحديات قد تعيق نجاح المشروع، بما في ذلك الطقس القاسي، نقص اليد العاملة المحلية، وغياب البنية التحتية مثل الطرق والموانئ.

كما أشار محللون إلى أن الجدوى الاقتصادية للمشروع لا تزال غير مؤكدة بسبب هذه العوائق. ومع ذلك، يواصل هورن جهوده لإقناع المستثمرين وصناع القرار بأهمية “تانبريز” كفرصة استراتيجية لتعزيز الأمن القومي الأمريكي وضمان إمدادات مستدامة من المعادن النادرة.

يُنظر إلى غرينلاند كلاعب محتمل في سوق المعادن العالمية إذا نجح المشروع، لكن المخاطر السياسية والبيئية لا تزال تشكل تحديات كبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى