تقارير

موسم النصب على طلاب الثانوية.. فروع جامعات أجنبية وهمية تبيع حلم دراسة الطب باعتماد مزيف

مع إعلان نتيجة الثانوية العامة وفتح باب التنسيق، يبدأ موسم خاص من مواسم النصب، حيث يظهر سماسرة التعليم لبيع أوهام الدراسة بالخارج أو في فروع “جامعات أجنبية” داخل مصر.

هذه العروض، رغم بريقها، تنتهي غالبًا بكارثة للطلاب وأسرهم، وضياع أموالهم وأحلامهم.

من أوكرانيا والسودان إلى فخاخ النصب

لسنوات، لجأ بعض الطلاب للسفر إلى السودان، أوكرانيا، وروسيا لدراسة الطب بتكاليف أقل وشروط قبول أسهل من الجامعات المصرية.

مع اندلاع الحروب في أوكرانيا والسودان، عاش آلاف الطلاب مآسي فقدان مقاعدهم الدراسية. تدخلت الدولة وقبلت 14,383 طالبًا بالجامعات الأهلية والخاصة المصرية وفق ضوابط محددة، أهمها التأكد من أن الجامعة الأم معتمدة، ومراجعة المناهج، وسنوات الدراسة.

“العرض الذهبي” من كلية مجهولة

قبل أيام، تلقى أحد الطلاب عرضًا مغريًا من “سمسار تعليم” يدعي تمثيل كلية العلوم الهندسية والطبية في السودان داخل مصر.

مرفق خطاب “مزيف” من الملحقية الثقافية السودانية بالقاهرة، يدعي اعتماد الكلية في السودان.

تفاصيل العرض:

1. الدراسة في مصر لحين استقرار الأوضاع بالسودان.

2. القبول بلا شرط للمجموع.

3. 2000 دولار مصروفات سنوية + 500 دولار تكاليف “إدارة الدراسة”.

4. المقر: مركز خاص في كينج مريوط (الإسكندرية) وفرع آخر في كفر الشيخ.

5. شرط غريب لمعادلة الشهادة: السفر بين مصر والسودان 4 مرات على الأقل لإثبات الحضور.

6. نظام أمريكي قائم على دراسة أعضاء الجسم منفصلة (قلب، كبد، كلى…) بدل المواد الطبية الكاملة.

7. القبول لأي ثانوية عامة علمي علوم حتى لو من 20 سنة مضت، أو لخريجي الكليات العلمية.

8. الحضور يومين فقط بالأسبوع، مع قاعات مجهزة ومجسمات.

أين الحقيقة؟

الفحص الأولي يكشف:

هذه الكلية غير مدرجة في قوائم الجامعات المعتمدة لدى المجلس الأعلى للجامعات.

المقرات ليست جامعات، بل مراكز خاصة داخل فيلات، بلا مستشفى تعليمي أو هيئة تدريس أكاديمية.

حتى لو أكمل الطالب الدراسة، لن تعادل شهادته في مصر إلا إذا درس فعليًا في بلد الجامعة الأم، وهو أمر شبه مستحيل في ظل الحرب.

سوابق تحذيرية

2023: بعد حرب السودان، روّج نصابون لفكرة استكمال دراسة الطب في فرع مزعوم لجامعة “قاردن سيتي” داخل مستوصف صغير، مقابل 2409 دولار سنويًا، حتى أغلقته وزارة التعليم العالي.

يناير 2025: الوزير أغلق منشأة باسم “كلية إمبريال الجامعية” بمدينة نصر، كانت تدرّس الطب والصيدلة بدون ترخيص.

الثغرات التي يستغلها النصابون

1. جهل بعض الطلاب وأسرهم بالقوائم الرسمية للجامعات المعتمدة.

2. استغلال أحلام دراسة الطب لدى من لم يحصلوا على المجموع المطلوب.

3. اللعب على فكرة “الدراسة المؤقتة” في مصر إلى حين استقرار الأوضاع بالخارج.

4. التلاعب بالمستندات والشعارات الرسمية لإضفاء الشرعية.

أسئلة تكشف الحقيقة

كيف تفتح جامعة في بلد يعاني من حرب فرعًا داخل فيلا بمصر؟

أين المستشفى التعليمي وهيئة التدريس المؤهلة؟

كيف ستعتمد الشهادة إذا لم تدرس فعليًا في بلد الجامعة؟

لماذا يشترط السفر ذهابًا وعودة عدة مرات رغم أن الدراسة تتم في مصر؟

على وزارة التعليم العالي تحديث قوائم الجامعات الأجنبية المعتمدة ونشرها بانتظام، وتكثيف الحملات التوعوية.

كما يجب على أولياء الأمور والطلاب تحكيم العقل قبل الإقدام على أي عرض، والبحث في المصادر الرسمية قبل دفع أي مبلغ مالي.

فالفرصة الذهبية قد تكون فخًا ذهبيًا… للوقوع في قبضة النصابين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى