تقارير

تقرير مفصل حول موقف ترامب من خطة نتنياهو لاحتلال غزة بالكامل

أفادت تقارير إعلامية استنادًا إلى مصادر أمريكية وإسرائيلية، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعارض خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشن عملية عسكرية تهدف إلى احتلال كامل قطاع غزة.

تأتي هذه الخطة وسط تصاعد التوترات، وفشل المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار أو صفقات تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.

تتضمن الخطة مخاطر كبيرة، من أبرزها تهجير مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وتعريض حياة الأسرى الإسرائيليين في القطاع للخطر، بالإضافة إلى تعقيدات عسكرية داخلية وخارجية.

 تفاصيل الخطة الإسرائيلية

الهدف: احتلال كامل قطاع غزة، مع التركيز على وسط القطاع، بما في ذلك مدينة غزة ومخيمات اللاجئين، حيث يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين محتجزون. المدة المتوقعة: من 4 إلى 5 أشهر، وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي.

التأثير على المدنيين: تهجير ما يقارب مليون فلسطيني، ودفعهم نحو منطقة المواصي جنوبي القطاع، مع تشجيع الهجرة الخارجية.

المخاطر: تشمل تعريض حياة الأسرى للخطر، واستنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي من خلال سحب قوات من جبهات أخرى واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، إضافة إلى تكاليف بشرية ومالية ضخمة.

 موقف ترامب

عدم المعارضة: أفادت مصادر بأن ترامب لا يعارض تنفيذ الخطة، لكنه قرر عدم التدخل المباشر، مكتفيًا بترك القرار للحكومة الإسرائيلية.

تأثره بفيديو حماس: أشير إلى أن ترامب تأثر بمقطع فيديو نشرته حماس يظهر أسيرًا إسرائيليًا وهو يُجبر على حفر قبره، ما جعله يُعطي “ضوءًا أخضر ضمنيًا” لإسرائيل بالتحرك العسكري.

التركيز الإنساني: رغم موقفه غير المعارض، أكد ترامب أن إدارته ستركز على تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، من خلال زيادة مراكز توزيع المساعدات التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان من 4 إلى 16 مركزًا.

رفض الضم: أوضح مسؤولون أمريكيون أن إدارة ترامب لا تدعم ضم إسرائيل لأي جزء من القطاع، ما يشير إلى أن دعمه العسكري والسياسي مشروط.

الخلافات الداخلية في إسرائيل

معارضة الجيش: رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، حذر من أن الخطة تمثل فخًا استراتيجيًا قد يؤدي إلى خسائر جسيمة ويعقّد مصير الأسرى.

توتر سياسي-عسكري: العلاقة بين نتنياهو وزامير شهدت توترًا حادًا، إذ طالب نتنياهو بتعديلات على الخطة، في حين اتهم زامير نتنياهو بتسريب معلومات ضده في الإعلام.

دعوات للاستقالة: مقربون من نتنياهو دعوا زامير للاستقالة إذا لم ينفذ الخطة، بينما دعم زعيم المعارضة يائير لابيد موقف زامير، واعتبر الهجوم عليه “غير مسؤول ويضر بالجيش”.

تحذيرات المعارضة: قادة المعارضة الإسرائيلية، مثل يائير لابيد ويائير غولان، حذروا من أن الاحتلال الكامل لغزة قد يقود إلى “حرب أبدية” ويعرض إسرائيل لعزلة دولية.

 ردود الفعل الدولية

المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة: دعت إلى زيادة الضغط على إسرائيل لفتح المعابر وتوسيع آليات المساعدات الإنسانية بدلًا من الحلول المحدودة.

مصر: حذرت من أن الاحتلال الكامل للقطاع يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري، وقد يؤدي إلى مراجعة العلاقات مع إسرائيل.

انتقادات سابقة: في فبراير 2025، واجه ترامب انتقادات دولية لاقتراحه إقامة “ريفييرا الشرق الأوسط” في غزة بعد حرب شاملة، وهو ما رُفض من عدة دول باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي.

 تحليل الدوافع

نتنياهو: يرى أن الحسم العسكري هو السبيل الوحيد للضغط على حماس، كما أن الخطة قد تعزز موقفه السياسي داخليًا، بدعم من وزراء يمينيين متطرفين.

ترامب: موقفه يعكس توازنًا بين دعمه التقليدي لإسرائيل، وسعيه لتجميل صورته الإنسانية عبر التركيز على ملف المساعدات لغزة.

التكتيك السياسي: يرى بعض المحللين أن طرح الخطة قد يكون تكتيكًا سياسيًا للضغط على حماس وليس بالضرورة إعلان نية تنفيذ احتلال فعلي شامل.

 التحديات أمام تنفيذ الخطة

عسكرية: الجيش الإسرائيلي يعاني من إرهاق في القوات، ويخشى من التورط في قتال شوارع طويل الأمد، وسط غياب خطة لما بعد الاحتلال.

سياسية: الخطة تواجه معارضة قوية من الجيش والمعارضة داخل إسرائيل، وكذلك من قوى دولية وإقليمية، ما قد يحد من قدرتها على التنفيذ دون تكلفة دبلوماسية باهظة.

إنسانية: أي تصعيد عسكري سيزيد من حدة الكارثة الإنسانية في غزة، حيث يعاني أكثر من نصف مليون فلسطيني من الجوع الحاد، وهناك تقارير عن حالات سوء تغذية متزايدة بين الأطفال.

تشكل خطة نتنياهو لاحتلال غزة بالكامل تصعيدًا خطيرًا في الصراع، مدعومًا بتأييد غير مباشر من ترامب، الذي يسعى إلى التوفيق بين المصالح الاستراتيجية والاعتبارات الإنسانية.

ومع ذلك، فإن حجم المعارضة الداخلية الإسرائيلية، والتحديات الميدانية، والمخاطر الإنسانية، تضع علامات استفهام كبيرة حول قدرة الخطة على التنفيذ، دون أن تؤدي إلى نتائج كارثية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى