أخبار دولية

إيران تستعد لمواجهة محتملة مع إسرائيل وأمريكا بتأسيس “مجلس الدفاع الوطني”

في خطوة استراتيجية تعكس توقعاتها بحرب وشيكة، أعلنت إيران عن تأسيس “المجلس الأعلى للدفاع الوطني” برئاسة الرئيس مسعود بزشكيان، بعد قرار من “المجلس الأعلى للأمن القومي”.

يأتي هذا الإعلان بعد حرب الأيام الـ12 التي خاضتها إيران ضد إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو الماضي، وسط مخاوف من تصعيد عسكري أوسع في المستقبل القريب.

وفقًا لمحللين تحدثوا لـ”داى نيوز”، يعكس تشكيل المجلس إدراك طهران لاقتراب مواجهة جديدة مع إسرائيل وأمريكا، مع الحاجة إلى تعزيز الاستعدادات العسكرية والأمنية وتفادي الأخطاء التي ظهرت خلال الصراع الأخير.

يُتوقع أن يتولى المجلس مهام إدارة البلاد على مستويات متعددة، بما في ذلك إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية وأجهزة الاستخبارات للحد من الاختراقات الإسرائيلية، التي أظهرت فعالية واضحة في الحرب الأخيرة.

الباحث في الشأن الإيراني، محمد المذحجي، أشار إلى أن القرار يعكس قناعة إيران بأن الحرب قادمة، خاصة في ظل تعميق علاقاتها مع الصين، وهو ما ترفضه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي ترى في هذا التقارب تهديدًا استراتيجيًا.

وأضاف أن المجلس سيسعى لتوحيد القرارات الدفاعية بين الحرس الثوري والحكومة الإصلاحية، لتجنب الانقسامات الداخلية، مستلهمًا تجربة إيران خلال الحرب مع العراق في الثمانينيات. كما سيعمل على احتواء الأزمات الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الأمريكية، والتي قد تؤدي إلى اضطرابات داخلية.

من جهته، أوضح الخبير الاستراتيجي أصلان الحوري أن المجلس سيُركز على تحسين أداء أجهزة الاستخبارات الإيرانية، سواء داخليًا لكشف العملاء، أو خارجيًا من خلال تنفيذ عمليات سرية في عواصم أوروبية للضغط على الغرب.

كما سيعمل على تفعيل التحالفات مع روسيا والصين لتحديث القدرات العسكرية الإيرانية، بعد أن كشفت حرب الأيام الـ12 عن نقاط ضعف في المنظومة الدفاعية. وأشار إلى أن المجلس سيسعى لتوزيع الأدوار بين المحافظين، الذين سيتولون الجوانب العسكرية والأمنية، والإصلاحيين، الذين سيديرون الدبلوماسية والتفاوض مع الغرب.

يُعد تشكيل المجلس خطوة وقائية تهدف إلى تعزيز الجاهزية الإيرانية في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، خاصة مع استمرار الخلافات مع إسرائيل وأمريكا والتقارب المتزايد مع القوى الشرقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى