قصف إسرائيلي يستهدف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس

في صباح يوم الأحد 3 أغسطس 2025، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن استشهاد أحد موظفيها الإداريين، عمر منصور إسليم، وإصابة ثلاثة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف مقر الجمعية في حي الأمل بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأفادت الجمعية في بيان لها بأن القوات الإسرائيلية قصفت الطابق الأول من المبنى الإداري، مما تسبب باشتعال النيران وتناثر الركام في محيطه، مع نشر مقطع فيديو يوثق اللحظات الأولى للهجوم.
تفاصيل الحادث
استهدف القصف الإسرائيلي مبنى الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس، وهو المقر الذي يؤوي عددًا من النازحين ويضم مستشفى الأمل التابع للجمعية.
ووفقًا للجمعية، تسبب القصف في أضرار مادية جسيمة، حيث اندلعت النيران في الطابق الأول، مما زاد من حالة الذعر بين العاملين والنازحين.
وفي السياق ذاته، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية مدرسة تؤوي نازحين قريبة من المقر، مما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين، هما عيد بشير محمود المصري وإبراهيم فرج محمود المصري، إضافة إلى إصابات أخرى.
سياق الهجوم
يأتي هذا القصف في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر في قطاع غزة، حيث أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 32 فلسطينيًا على الأقل يوم السبت 2 أغسطس 2025، بينهم 14 شخصًا قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مراكز توزيع مساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية.
وتشير المعطيات إلى أن الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 خلفت أكثر من 209 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين وتدمير هائل في البنية التحتية.
الوضع الإنساني
تزامن القصف مع زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يوم الجمعة 1 أغسطس 2025 لمركز توزيع مساعدات في غزة بدعم من الولايات المتحدة، لتفقد جهود إيصال المواد الغذائية إلى القطاع المحاصر. واعتبرت حركة “حماس” هذه الزيارة “مسرحية” تهدف إلى تلميع صورة إسرائيل وتوفير غطاء سياسي لاستمرار سياسات التجويع والقتل.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة يواجه “مجاعة على نطاق واسع”، حيث يعتمد السكان بشكل كامل على المساعدات الإنسانية التي تواجه عراقيل في التوزيع بسبب الحصار والقصف المستمر.
استهداف سابق للهلال الأحمر
ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها مقر الهلال الأحمر في خان يونس للقصف. ففي ديسمبر 2023 ويناير 2024، استهدفت القوات الإسرائيلية المقر والمستشفى التابع له عدة مرات، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين النازحين والعاملين.
كما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مايو 2025 باستشهاد اثنين من موظفيها في قصف إسرائيلي استهدف منزلهما في خان يونس.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قتل 8 مسعفين من الهلال الأحمر و6 من الدفاع المدني وموظف من الأونروا في هجمات إسرائيلية بجنوب غزة في مارس 2025.
أدانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني القصف، مؤكدة أن استهداف المنشآت الإنسانية ينتهك القانون الدولي الإنساني. وطالبت المجتمع الدولي بحماية العاملين في المجال الإنساني والمدنيين. من جانبها، جددت حركة “حماس” اتهاماتها لإسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”، مشيرة إلى أن القصف المستمر يهدف إلى تعطيل الجهود الإنسانية.
كما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى إطلاق سراح الرهائن ونزع سلاح “حماس”، مع التأكيد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل مكثف إلى غزة.
يُعد القصف الإسرائيلي لمقر الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس حلقة جديدة في سلسلة الهجمات على المنشآت الإنسانية في قطاع غزة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويعيق جهود الإغاثة.
مع استمرار الحرب والحصار، تتزايد الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لوقف التصعيد وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، في ظل تحذيرات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية غير مسبوقة.