إدخال شاحنات أدوية إلى مستشفيات غزة عبر منظمة الصحة العالمية اليوم السبت 2 أغسطس 2025

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت 2 أغسطس 2025، عن إدخال شاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة إلى مستشفيات القطاع، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية (WHO).
وأكدت الوزارة أن هذه الشاحنات لا تحتوي على أي مواد غذائية، بل تتضمن أصنافًا طبية بالغة الأهمية لتلبية الاحتياجات العاجلة في ظل الأزمة الصحية المتفاقمة.
تفاصيل القافلة الطبية:
محتوى الشاحنات: تضم الشاحنات أدوية ومستلزمات طبية أساسية، من ضمنها معدات لأقسام العناية المركزة والطوارئ، موجهة لدعم المستشفيات التي تعاني من نقص حاد بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي.
الهدف: ضمان استمرارية الخدمات الصحية للمصابين والمرضى، لا سيما في ظل الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي، ونفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الحيوية.
دعوة لحماية القافلة
دعت وزارة الصحة جميع المواطنين والوجهاء والجهات المجتمعية إلى حماية القافلة وضمان وصولها الآمن إلى المستشفيات، مشددة على ضرورة عدم التعرض للشاحنات، التي تحمل علامات بيضاء واضحة لتمييزها.
وتأتي هذه المناشدة بعد تكرار حوادث نهب الشاحنات الإغاثية بسبب النقص الحاد في الغذاء وتفاقم أزمة الجوع في القطاع.
السياق الإنساني المتدهور في غزة
الحصار الإسرائيلي: يشهد قطاع غزة حصارًا خانقًا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء، الدواء، والمياه النظيفة.
أزمة المجاعة: يواجه السكان خطر المجاعة، حيث أصبحت عمليات توزيع المساعدات محفوفة بالمخاطر نتيجة الفوضى، وسُجلت حوادث استهداف مباشرة لطالبي المساعدات، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا.
الإسقاط الجوي للمساعدات: أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة 1 أغسطس عن إسقاط 126 طردًا غذائيًا بمشاركة عدة دول. ومع ذلك، أشارت جهات أممية إلى أن هذه الآلية مكلفة وغير فعّالة مقارنة بالشحن البري، وقد تسبب إصابات للسكان.
تحذيرات المنظمات الدولية
أكدت منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة أن أكثر من 40% من الأدوية الأساسية قد نفدت، ومعظم المعدات الطبية أصبحت غير متوفرة. طالبت هذه الجهات بفتح المعابر وتسهيل دخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا من الغذاء والدواء لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
أشارت الأونروا إلى أن مخازنها باتت فارغة تمامًا، وأن الأطفال يواجهون خطر الموت جوعًا، بينما تنتظر آلاف الشاحنات المحملة بالإمدادات على الجانب المصري والأردني إذن الدخول.
أبرز التحديات الميدانية
نقص الإمدادات: تشير التقارير إلى نفاد 28% من مخزون الأدوية و54% من الأدوات الطبية بحلول يونيو 2025، مما اضطر المستشفيات إلى تعليق العمليات غير الطارئة.
قيود الاحتلال: تفرض إسرائيل قيودًا مشددة على دخول المساعدات، مع إجراءات تفتيش معقدة، في ظل إغلاق معظم المعابر باستثناء رفح وكرم أبو سالم.
استهداف المساعدات: تم تسجيل حوادث استهداف لطالبي الإغاثة أدت إلى مقتل عشرات المدنيين، بما في ذلك عاملون في القطاع الإنساني.
الجهود الدولية
أشرفت منظمة الصحة العالمية خلال يوليو 2025 على إدخال عدة شاحنات طبية، أبرزها 6 شاحنات يوم 30 يوليو و3 شاحنات يوم 20 يوليو.
قدمت دول عديدة تبرعات مالية وعينية لدعم القطاع الصحي في غزة، من بينها السعودية، سويسرا، النرويج، وإيطاليا.
رغم تلك المبادرات، لا تزال الفجوة كبيرة، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 10,000 شخص بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل خارج القطاع.
الوضع الصحي الميداني
تعاني مستشفيات غزة من نقص كارثي في الوقود، الأدوية، والمعدات الطبية، ما يهدد حياة المرضى، خاصة الأطفال الخدج في الحضانات، ومرضى العناية المركزة. كما تواجه المؤسسات الصحية خطر الانهيار الكامل بفعل القصف المتواصل وغياب الدعم الكافي.
توصيات ودعوات
طالبت وزارة الصحة الجميع بالتعاون لضمان وصول المساعدات الطبية بأمان، مؤكدة أن استمرار هذه القوافل ضروري لإنقاذ الأرواح.
دعت الأمم المتحدة إلى فتح معابر إضافية وتسهيل مرور المساعدات دون قيود، إلى جانب ضرورة وقف إطلاق النار فورًا للحيلولة دون تفاقم الكارثة الإنسانية.
يمثل إدخال هذه الشاحنات الطبية خطوة مهمة لدعم المنظومة الصحية المنهكة، لكنها تبقى محدودة في ظل الحاجة الملحة لتدفق مستمر وكبير للمساعدات الطبية والغذائية من أجل التخفيف من معاناة سكان القطاع.