أخبار دولية

خطة بريطانية مرتقبة للاعتراف بدولة فلسطين وسط ضغوط داخلية ودولية

في خطوة تهدف إلى التعامل مع الضغوط المتزايدة من داخل حزب العمال الحاكم ومن المجتمع الدولي، أفادت صحيفة “تليغراف” البريطانية بتاريخ 29 يوليو 2025 أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يعتزم الكشف هذا الأسبوع عن خطة للاعتراف بدولة فلسطينية.

وتُعد هذه الخطة الأكثر تفصيلاً حتى الآن، حيث ستتضمن شروط الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى جانب استراتيجيات لتحسين إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، بما في ذلك خطر المجاعة.

ومن المتوقع أن يرتبط الاعتراف بتحقيق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وفقاً لما نقلته الصحيفة.

جهود إنسانية وسياسية متزامنة

في سياق متصل، أعلن مكتب ستارمر أن رئيس الوزراء أجرى محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتفقا خلالها على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء المعاناة في غزة.

وأكد الزعيمان التزامهما بالعمل المشترك لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع وبسرعة، مع الضغط من أجل الإفراج الفوري عن الرهائن وتحقيق وقف إطلاق نار فوري.

كما أجرى ستارمر محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ناقش خلالها خطط بريطانيا للتعاون مع دول مثل الأردن لتنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، إلى جانب إجلاء الأطفال المرضى والمصابين.

ضغوط داخلية ودولية

يواجه ستارمر ضغوطاً متصاعدة للاعتراف بدولة فلسطينية، حيث وقّع 221 نائباً من مختلف الأحزاب في البرلمان البريطاني رسالة تطالب بهذه الخطوة، مستلهمين إعلان ماكرون الأخير بأن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025.

كما هدد الحزب الوطني الاسكتلندي، وهو حزب معارض يمتلك تسعة مقاعد في البرلمان، بطرح مشروع قانون للاعتراف بفلسطين وفرض التصويت عليه إذا استمر ستارمر في رفض هذه الخطوة.

وأضاف وزير الصحة البريطاني ويس ستريتين في جلسة برلمانية أن الاعتراف يجب أن يتم “بينما لا يزال هناك دولة فلسطينية يمكن الاعتراف بها”، مشيراً إلى ضرورة دعم حل الدولتين.

سياق دولي وردود فعل

يأتي هذا التطور في أعقاب إعلان فرنسا، التي ستصبح أول دولة في مجموعة السبع تعترف رسمياً بدولة فلسطينية، مما أثار تنديداً من إسرائيل والولايات المتحدة.

ووفقاً لوكالة فرانس برس، فإن 142 دولة على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة تعترف حالياً بدولة فلسطين، التي أُعلنت ذاتياً عام 1988. وعلى الرغم من التعهدات السابقة لستارمر بالاعتراف بفلسطين، إلا أنه أكد أن هذه الخطوة يجب أن تكون جزءاً من عملية سلام تفاوضية، وهو موقف أثار خيبة أمل لدى العديد من أعضاء حزب العمال.

تحديات وتوقعات

تشير التقارير إلى أن ستارمر قد يقدم خطته في خطاب عام أو مؤتمر صحفي، حيث ستكون “لحظة عامة” لتوضيح رؤيته.

ومع ذلك، يظل موقفه مشروطاً بتحقيق تقدم في المفاوضات، مما يعكس توازناً بين الضغوط الداخلية والدولية والحاجة إلى الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي ظل استمرار الحصار على غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، تبرز هذه الخطة كمحاولة للاستجابة للتحديات السياسية والإنسانية معاً، مع تركيز على حل الدولتين كأساس لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى