أخبار عربيةأخبار مصر

كارثة مائية تهدد السودان ومصر: انهيار جزئي في سد النهضة يُغرق المنطقة

في حدث كارثي يُعيد إلى الأذهان أسوأ الكوارث الطبيعية في إفريقيا، تعرضت إثيوبيا في يوليو 2025 لأمطار طوفانية غير مسبوقة تسببت في انهيار جزئي بسد النهضة، مما أدى إلى تداعيات إنسانية وبيئية خطيرة في السودان وتهديدات محتملة لجنوب مصر.

ووفقًا لهيئة الأرصاد الإثيوبية، تجاوزت معدلات هطول الأمطار 300 ملم في أيام قليلة، وهي الأعلى منذ أكثر من نصف قرن.

تسببت هذه الأمطار الغزيرة في تصدعات هيكلية بالجناح الجنوبي للسد، مما أدى إلى تسرب كميات هائلة من المياه دون سيطرة، وانهيار جدران جانبية في منطقة التخزين.

أكد مسؤول بوزارة المياه الإثيوبية أن حجم الأمطار فاق قدرة السد على الصمود، مشيرًا إلى جهود جارية بالتعاون مع فرق إنقاذ دولية لاحتواء الأضرار.

السودان: كارثة إنسانية غير مسبوقة

تدفقت المياه المتسربة من السد نحو السودان، مما تسبب في فيضانات مدمرة في ولايات النيل الأزرق وسنار والخرطوم.

غمرت المياه آلاف المنازل والأراضي الزراعية، وقطعت الكهرباء عن مناطق واسعة. أعلنت الحكومة السودانية حالة الطوارئ القصوى، حيث وصف اللواء عمر عبدالكريم، رئيس غرفة طوارئ الفيضانات، هذا الحدث بأنه “أسوأ فيضان منذ 50 عامًا”، مشيرًا إلى أن الدمار يتجاوز قدرات فرق الإنقاذ المحلية، ومطالبًا بتدخل دولي عاجل.

مصر: تأهب قصوى وقلق متزايد

في مصر، رفعت وزارة الموارد المائية والري حالة التأهب إلى أقصى درجاتها، خاصة في أسوان والأقصر، تحسبًا لتدفقات مائية مفاجئة.

أكد الدكتور أحمد الراوي، المتحدث باسم الوزارة، أن السد العالي لا يزال آمنًا، مع مراقبة مستمرة لمنسوب النيل وتنسيق مع الجهات الأمنية لحماية المنشآت الحيوية.

سجلت تقارير ميدانية ارتفاعًا غير طبيعي في منسوب النيل جنوب أسوان، مما دفع السلطات إلى تعزيز الاستعدادات لحماية المناطق الحدودية.

تحذيرات من خبراء ومطالب بالتحقيق

حذر الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة المصرية، من أن هذه الكارثة ناتجة عن سوء إدارة سد النهضة وعدم التنسيق مع مصر والسودان.

وأشار إلى أن غياب الشفافية في تشغيل السد ساهم في هذه “الفوضى المائية”، داعيًا إلى تدخل دولي لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

كما طالبت منظمات حقوقية وإنسانية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بإرسال مساعدات عاجلة للسودان وإجراء تحقيق محايد لتقييم أسباب الانهيار الجزئي ومدى التزام إثيوبيا بمعايير الأمان المائي.

دعوات لتنسيق إقليمي

تتابع مصر والسودان الوضع عن كثب، وسط دعوات عاجلة لتفعيل آليات تنسيق إقليمي ودولي لمواجهة الأزمة.

من المتوقع أن تعقد جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا لبحث تداعيات الكارثة ووضع استراتيجيات لإدارة أزمات الأنهار والسدود المشتركة، مع تحذيرات من تكرار الكارثة إذا استمرت إثيوبيا في تجاهل القواعد الدولية لإدارة الموارد المائية.

تُسلط هذه الأزمة الضوء على الحاجة الملحة لتعاون إقليمي لضمان إدارة مستدامة للموارد المائية، خاصة في ظل التحديات المناخية المتفاقمة التي تهدد استقرار المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى