أخبار دوليةأخبار عربية

ماكرون يطالب الشرع بكبح العنف في سوريا ويدعو لمحاكمة المسؤولين عن الانتهاكات

في اتصال هاتفي أجراه يوم السبت 26 يوليو 2025، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة منع تكرار أعمال العنف في سوريا، داعياً الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الأخيرة، خصوصاً تلك التي وقعت في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.

وأشار ماكرون في منشور له إلى أن “أعمال العنف الأخيرة تعكس الهشاشة الشديدة للمرحلة الانتقالية” في سوريا، مؤكداً أن حماية المدنيين يجب أن تكون الأولوية.

خلفية أحداث السويداء

شهدت محافظة السويداء، بين 13 و20 يوليو 2025، أعمال عنف طائفية بين عشائر درزية وبدوية، أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 شخص، وهي واحدة من أعنف الموجات التي ضربت المنطقة منذ بدء المرحلة الانتقالية في سوريا.

وتأتي هذه الأحداث في ظل توترات طائفية متصاعدة، تفاقمت بعد رفض الدروز تسليم أسلحتهم الخفيفة للسلطات، مشيرين إلى مخاوف أمنية لم تُعالج. واستغلت إسرائيل هذه الاضطرابات لتصعيد غاراتها على سوريا، مستهدفة مواقع عسكرية في أربع محافظات، بما في ذلك مقرات وزارة الدفاع وهيئة الأركان، بدعوى “حماية الدروز”.

دعوة إلى الحوار السياسي

رحب ماكرون بوقف إطلاق النار في السويداء، معتبراً إياه “إشارة إيجابية”، لكنه دعا إلى “حوار هادئ” محلي يشمل جميع الأطراف لتحقيق هدف توحيد سوريا مع احترام حقوق مواطنيها.

كما حث الشرع على مواصلة المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بحسن نية، مشيراً إلى أن المحادثات الثلاثية الأخيرة (بمشاركة فرنسا والولايات المتحدة) ساهمت في تحديد خطوات مستقبلية.

وأكد التزام فرنسا بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مع التركيز على استقرار الحدود السورية-اللبنانية بالتعاون مع إسرائيل.

مكافحة الإرهاب والمحاسبة

أشاد ماكرون بالتزام الشرع بمكافحة الإرهاب، داعياً إلى تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. وطالب بمحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف، خاصة في السويداء والمناطق الساحلية، استناداً إلى تقرير لجنة مستقلة. كما شدد على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل يضمن الحكم الرشيد والأمن، مع مشاركة جميع المكونات السورية.

سياق دبلوماسي أوسع

يأتي هذا الاتصال بعد زيارة الشرع لباريس في مايو 2025، وهي أول زيارة له إلى دولة غربية، حيث استقبله ماكرون في قصر الإليزيه، مما عزز القنوات الدبلوماسية بين دمشق ودول الاتحاد الأوروبي.

كما شهدت باريس مؤخراً اجتماعاً غير مسبوق جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، مما يعكس جهوداً دولية لدعم استقرار سوريا في مرحلتها الانتقالية.

تحديات المرحلة الانتقالية

تعكس تصريحات ماكرون القلق الدولي من هشاشة الوضع في سوريا، حيث تشكل التوترات الطائفية، خاصة في السويداء، تحدياً كبيراً للنظام الجديد. وتظل المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار.

ومع استمرار الغارات الإسرائيلية والتحديات الأمنية، يبقى الحل السياسي الشامل مطلباً ملحاً لتجنب المزيد من التصعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى