اقتصاد وتكنولوجيا

وكالة “ناسا” تعلن رحيل 20% من موظفيها ضمن خطة إعادة هيكلة لتعزيز الكفاءة

أعلنت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، يوم السبت 26 يوليو 2025، عن خطة إعادة هيكلة تشمل مغادرة حوالي 20% من موظفيها، أي ما يعادل 3870 موظفاً، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية وتبسيط الهيكل الإداري.

وأشار متحدث باسم الوكالة إلى أن عدد الموظفين المتبقين سيكون حوالي 14 ألف موظف، مع إمكانية تعديل الرقم النهائي للمغادرين خلال الأسابيع القادمة بناءً على مراجعة الطلبات.

سياق إعادة الهيكلة

تندرج هذه الخطوة ضمن استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقليص القوى العاملة الفيدرالية وخفض النفقات الحكومية، بهدف توفير ما بين 100 إلى 200 مليار دولار.

بدأت “ناسا” في مارس 2025 موجة أولى من التخفيضات شملت كبار العلماء، ضمن اقتراح لخفض ميزانيتها بنسبة 25% للعام المالي 2026، وهو الأدنى منذ أوائل الستينيات.

ويغطي التخفيض 1818 موظفاً في مجالات العلوم ورحلات الفضاء المأهولة، إلى جانب موظفين في الدعم التقني والإداري.

برنامج الاستقالة الطوعية

اعتمدت “ناسا” برنامج الاستقالة المؤجلة الحكومي، الذي أطلقته إدارة ترامب عبر وزارة كفاءة الحكومة بقيادة إيلون ماسك، لتجنب التسريح الإجباري. شمل البرنامج جولتين في 2025: الأولى في يناير حيث وافق 870 موظفاً (4.8% من القوى العاملة) على المغادرة، والثانية أغلقت في 25 يوليو وشهدت تقديم حوالي 3000 طلب.

يقدم البرنامج حوافز مالية لتشجيع التقاعد المبكر أو الاستقالة الطوعية، مع التركيز على الاحتفاظ بالخبرات الحيوية.

تأثير على المهام العلمية

أكدت “ناسا” أن التخفيضات لن تعرقل مهامها الأساسية، مثل برامج استكشاف القمر والمريخ، بما في ذلك مهمة “أرتميس” المؤجلة إلى أبريل 2026. ومع ذلك، أثارت التخفيضات مخاوف من هروب الخبرات، خاصة مع مغادرة 875 موظفاً من الرتبة GS-15، مما قد يهدد الريادة الأمريكية في استكشاف الفضاء.

كما تأثرت برامج مراقبة المناخ، حيث تدير “ناسا” أسطولاً من الأقمار الصناعية لدراسة الأرض، وهو مجال شهد تخفيضات كبيرة نتيجة تركيز إدارة ترامب على الرحلات المأهولة.

أزمة قيادية ودور إيلون ماسك

تواجه “ناسا” أزمة قيادية بعد سحب ترشيح جاريد إيزاكمان لمنصب المدير في مايو 2025، وتعيين شون دافي كمدير مؤقت.

ويلعب إيلون ماسك، عبر دوره في وزارة كفاءة الحكومة، دوراً كبيراً في إعادة هيكلة الوكالة، مع تركيز على تمكين “ناسا” من إرسال رحلات بشرية إلى المريخ بالتعاون مع “سبيس إكس”. لكن هذه الخطوة أثارت انتقادات بسبب تضارب المصالح المحتمل، نظراً لعقود “سبيس إكس” مع الوكالة.

ردود فعل وتحديات

أثارت التخفيضات قلقاً في الأوساط العلمية، حيث حذرت تقارير من أن خفض الميزانية والموظفين قد يعيقان الابتكار، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة مع الصين.

تسعى لجنة التجارة بمجلس الشيوخ لتأمين تمويل “ناسا”، لكن المفاوضات مستمرة دون قرار نهائي. وتؤكد الوكالة التزامها بالسلامة والابتكار، مع السعي لتحقيق توازن بين الكفاءة التشغيلية ومواصلة المهام العلمية الطموحة.

تشير التخفيضات إلى تحول استراتيجي في أولويات “ناسا”، مع تركيز أكبر على الرحلات المأهولة على حساب برامج العلوم والمناخ. ومع استمرار الجدل حول تأثير هذه التغييرات على الريادة الأمريكية في الفضاء، يبقى السؤال حول قدرة الوكالة على الحفاظ على كفاءتها وسط هذه التحولات الهيكلية الكبرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى