أخبار دولية

بولندا تحذر من احتمال مواجهة عسكرية مع روسيا بحلول 2027 وسط تصاعد التوترات الأوروبية

أثارت تصريحات رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، يوم السبت 26 يوليو 2025، مخاوف من احتمال نشوب صراع كبير مع روسيا بحلول عام 2027، داعياً بولندا وأوروبا إلى الاستعداد الجاد لهذا السيناريو.

جاءت هذه التحذيرات خلال لقاء مع مواطنين في بلدة بابيانيتسه قرب مدينة لودز بوسط بولندا، حيث أكد توسك أن حكومته ستستغل العامين المقبلين لتعزيز الاستقرار الداخلي وضمان الأمن القومي.

تقييمات الناتو ومخاوف من تصعيد روسي

استند توسك في تصريحاته إلى تقييم قدمه القائد الأعلى الجديد لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا، الجنرال أليكسوس جرينكيفيتش، الذي تولى منصبه مؤخراً.

ووفقاً لهذا التقييم، المدعوم أيضاً بتقارير من المخابرات البريطانية (MI6)، فإن روسيا والصين قد تصلان بحلول 2027 إلى مستوى من القوة العسكرية يمكنهما من شن مواجهة منسقة ضد الناتو والولايات المتحدة.

وأشار توسك إلى أن هذه التوقعات تستلزم اليقظة والتركيز دون إثارة الذعر، مؤكداً ضرورة تجهيز القوات المسلحة البولندية وتعزيز الاستقرار الداخلي لمواجهة أي سيناريوهات محتملة.

سياق التوترات الأوروبية

تأتي هذه التحذيرات في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في 2022، والتي أثارت مخاوف من توسع الصراع ليشمل دولاً أوروبية أخرى، خاصة تلك القريبة من الحدود الروسية مثل بولندا، التي تُعتبر خط المواجهة الأول لحلف الناتو في شرق أوروبا.

وتتفاوت تقديرات الخبراء العسكريين الغربيين حول موعد محتمل لتصعيد روسي، حيث يُعد عام 2027 أقرب توقيت متداول، بينما يرى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن عام 2029 قد يكون موعداً أكثر ترجيحاً.

جهود الاتحاد الأوروبي والناتو

تكثف دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بولندا، جهودها لتعزيز قدراتها الدفاعية، بهدف بناء جاهزية كافية بحلول عام 2030 لصد أي هجوم محتمل.

وتشمل هذه الجهود زيادة الإنفاق العسكري وتحديث الجيوش، حيث أعلنت الولايات المتحدة تخصيص قرض بقيمة 4 مليارات دولار لتحديث الجيش البولندي، بما يشمل اقتناء دبابات أبرامز، أنظمة صواريخ هيمارس، ومقاتلات إف-35. كما شهدت المنطقة الشرقية للناتو زيادة في المناورات العسكرية والانتشار العسكري لتعزيز الردع.

رد روسيا ورواية معاكسة

في المقابل، تنفي القيادة الروسية أي نية لمهاجمة دول الناتو، وتصف هذه التحذيرات بأنها “هراء” يهدف إلى تبرير التوسع العسكري الغربي.

ونشرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية تقريراً يزعم أن الناتو هو من يخطط لمهاجمة روسيا في 2027، مستندة إلى تصريحات سابقة من مسؤولين روس، مثل نيكولاي باتروشيف، الذي حذر من أن أي اعتداء على منطقة كالينينغراد الروسية سيواجه برد فوري، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية.

تحديات وتداعيات

تزيد هذه التصريحات من حدة التوترات بين روسيا والناتو، في وقت تشهد فيه أوروبا تحديات أمنية متصاعدة، بما في ذلك النزاع في أوكرانيا والتدخلات المزعومة في دول البلطيق وبولندا، مثل تعطيل إشارات الـ GPS.

ويبرز عام 2027 كتاريخ حاسم في التخطيط الأمني الغربي، مما يدفع بولندا إلى تعزيز تحالفاتها مع الولايات المتحدة والناتو، مع التركيز على استقرارها الداخلي كجزء من استراتيجية الدفاع الشاملة.

دعوة إلى اليقظة

أكد توسك أن الهدف ليس إثارة الرعب بين المواطنين، بل تعزيز الجاهزية والاستقرار لضمان أمن العائلات البولندية والدولة. وشدد على أن تعاون بولندا مع الناتو والولايات المتحدة، إلى جانب الدعم الاستخباراتي من MI6، يعكس التزاماً قوياً بمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية. في الوقت ذاته، يظل الجدل مستمراً حول مدى واقعية هذه التوقعات وما إذا كانت تعكس تهديداً حقيقياً أم محاولة لتعبئة الموارد العسكرية والسياسية في مواجهة روسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى