السيسي يؤكد دعم مصر للمبادرة السعودية-الفرنسية لتسوية القضية الفلسطينية

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم السبت 26 يوليو 2025، دعم مصر الكامل للمبادرة الفرنسية-السعودية المشتركة الهادفة إلى تنظيم مؤتمر دولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً، والمقرر عقده في نيويورك يومي 28 و29 يوليو 2025.
كما رحب السيسي بإعلان ماكرون عن عزم فرنسا الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية خلال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، مؤكداً أن هذا القرار يعزز حل الدولتين كخيار أساسي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
تفاصيل الاتصال الهاتفي
أكد السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أن الاتصال تناول العلاقات الثنائية القوية بين مصر وفرنسا، مع التزام الطرفين بتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
كما ناقش الرئيسان جهود مصر المكثفة للوساطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسهيل تبادل الرهائن والمحتجزين، والتأكيد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ إلى سكان القطاع. أشاد ماكرون بدور مصر في هذه الجهود، مؤكداً دعم فرنسا الكامل لها.
المبادرة الفرنسية-السعودية
تستضيف الأمم المتحدة في نيويورك، يومي 28 و29 يوليو 2025، “المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين”، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا وبمشاركة دولية واسعة.
يهدف المؤتمر إلى وضع آليات لدعم السلطة الفلسطينية في إقامة دولة فلسطينية، مع التركيز على تعزيز الاقتصاد الفلسطيني، تحسين الإنتاج والتكنولوجيا، وبناء إدارة مؤسسية شفافة.
ويرى المشاركون أن دعم السلطة الفلسطينية ضروري لمنع الفوضى ونمو الجماعات المتطرفة، في ظل الفراغ الإداري والأمني في الأراضي الفلسطينية.
الاعتراف الفرنسي بفلسطين
أعلن ماكرون، الخميس 24 يوليو 2025، في رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن فرنسا ستعلن رسمياً الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، داعياً شركاءه الدوليين للانضمام إلى هذه المبادرة.
واعتبر السيسي هذا القرار جزءاً من الجهود الفرنسية لتنفيذ حل الدولتين، الذي يراه السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي للعيش بسلام جنباً إلى جنب.
ردود الفعل الإسرائيلية
سارعت إسرائيل إلى انتقاد القرار الفرنسي، واصفة إياه بأنه “يكافئ الإرهاب”، في إشارة إلى هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، واعتبرته “وصمة عار في تاريخ فرنسا”.
ومع ذلك، أكد السيسي وماكرون التزامهما بالعمل على حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، مع التركيز على وقف التصعيد وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
أهمية الدور المصري
أشاد الرئيس الفرنسي بالجهود المصرية في الوساطة، التي شملت مفاوضات مكثفة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، بالإضافة إلى دور مصر في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأكد الجانبان ضرورة الاستمرار في هذه الجهود لضمان استقرار المنطقة وتحقيق حل مستدام يعتمد على مبدأ حل الدولتين.
تداعيات وتطلعات
يُعد المؤتمر الدولي في نيويورك خطوة محورية لنقل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من مرحلة احتواء الأزمات إلى مرحلة الحل النهائي.
ومع دعم مصر القوي لهذه المبادرة، إلى جانب الاعتراف الفرنسي المرتقب بدولة فلسطين، تتزايد الآمال في تعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية ودعم السلطة الفلسطينية اقتصادياً وسياسياً، رغم التحديات التي تواجهها المنطقة، بما في ذلك التوترات المستمرة في غزة والانتقادات الإسرائيلية.