أخبار دولية

ترامب يسخر من قرار ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين ويؤكد صعوبة استعادة الرهائن من غزة

في تصريحات حادة، استهزأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، واصفًا القرار بأنه “لا ثقل له وكلماته لا وزن لها”.

جاءت هذه التصريحات يوم الجمعة 25 يوليو 2025، في سياق تعليق ترامب على الوضع في غزة والمفاوضات المتعلقة بالرهائن.

تعليقات ترامب حول غزة والرهائن

أشار ترامب إلى أن عائلات الأسرى الإسرائيليين طلبوا منه المساعدة في إعادة أبنائهم، بما في ذلك المتوفين، مؤكدًا أنه ساهم في إطلاق عدد كبير من الرهائن في غزة.

ومع ذلك، أقر بصعوبة استعادة الرهائن المتبقين، قائلاً: “سيكون من الصعب استعادة بقية الرهائن لأن حماس تعرف أنه لن تكون لديها أوراق للمساومة بعد ذلك”. وأضاف أن “عملية إطلاق من تبقى ستكون أصعب بكثير”.

واتهم ترامب حركة حماس بعدم الرغبة في التوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن الحركة “تعرف ما سيحدث بعد استعادة جميع الرهائن”، ولهذا ترفض إبرام أي صفقة.

وذهب إلى حد القول إن “حماس يجب أن تُقضى عليها”، معتبرًا أنها “ستُلاحق”، وأعرب عن أسفه لانسحاب الولايات المتحدة من مفاوضات غزة، واصفًا الوضع بأنه “مؤسف”.

كما كشف عن مناقشاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.

موقف ماكرون من القضية الفلسطينية

في المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس 24 يوليو 2025، عبر منصتي “إكس” و”إنستجرام”، أن فرنسا ستعترف رسميًا بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، واصفًا القرار بأنه “وفاء بالتزام فرنسا التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط”.

وأكد ماكرون أن الأولوية الحالية هي وقف الحرب في غزة، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، إطلاق سراح جميع الرهائن، تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لسكان القطاع، إلى جانب نزع سلاح حماس وإعادة إعمار غزة.

ردود فعل وتوترات دولية

أثار قرار ماكرون ردود فعل متباينة، حيث رحبت السلطة الفلسطينية به كخطوة “تاريخية”، بينما أدانته إسرائيل بشدة، معتبرة أنه “يمنح منصة لتدمير إسرائيل”.

كما انتقدت الولايات المتحدة، عبر وزير خارجيتها ماركو روبيو، القرار ووصفته بأنه “متهور”. ويأتي هذا التصعيد الأمريكي-الفرنسي في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضغوطًا من 221 نائبًا بريطانيًا للاعتراف بدولة فلسطين، مما يعكس تزايد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وسط الأزمة الإنسانية في غزة.

سياق الأزمة في غزة

تستمر الحرب في غزة في فرض أوضاع إنسانية كارثية، حيث أفادت تقارير الأمم المتحدة عن مقتل أكثر من 1000 فلسطيني خلال الشهرين الماضيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية.

واتهم أعضاء في الكونجرس الأمريكي إسرائيل بفرض حصار يؤدي إلى “مستويات جوع كارثية”، بينما تنفي إسرائيل هذه الاتهامات، محمّلة حماس مسؤولية عرقلة المساعدات. في الوقت ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، مما يشير إلى تصاعد التوترات الإقليمية.

تعكس تصريحات ترامب موقفًا متشددًا ضد حماس ودعمًا قويًا لإسرائيل، فيما يبرز قرار ماكرون تحولًا في السياسة الأوروبية نحو دعم الاعتراف بدولة فلسطين.

يُظهر هذا التصعيد الأمريكي-الفرنسي تعقيدات الوضع في الشرق الأوسط، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتتعثر جهود التوصل إلى حل سياسي.

تبقى الأنظار متجهة نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، التي قد تشهد مزيدًا من التطورات في القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى