روسيا تشن هجومًا جويًا مكثفًا على أوكرانيا مع استمرار التوترات

في الساعات الأولى من يوم الإثنين 21 يوليو 2025، شنت روسيا هجومًا جويًا جديدًا باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف ومناطق أخرى، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإلحاق أضرار مادية كبيرة.
ووفقًا لمسؤولي المدينة، تضررت مبانٍ سكنية، متجر، روضة أطفال، ومحطة مترو أنفاق في وسط كييف، مع اندلاع حرائق في عدة مناطق.
تفاصيل الهجوم
أفاد رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، بأن فرق الإنقاذ والمسعفين يعملون في أربعة أحياء تأثرت بالهجوم، حيث تضررت ممتلكات تجارية، منازل، ومدخل محطة مترو لوكيانيفسكا.
كما أشار تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إلى مقتل شخص نتيجة الهجوم. وفي خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، سُجلت عدة انفجارات، لكن لم يتم الإبلاغ عن تفاصيل الأضرار بشكل فوري.
خلال الهجوم، هرع سكان كييف إلى محطات مترو الأنفاق للاحتماء، وسُمع دوي انفجارات متتالية في أنحاء المدينة مع تصدي وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية للطائرات المسيرة والصواريخ.
سياق الهجوم
يأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد الضربات الجوية الروسية على أوكرانيا، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة هجمات مكثفة باستخدام مئات الطائرات المسيرة والصواريخ.
ووفقًا لتقارير سابقة، شهدت مدن غرب أوكرانيا مثل لفيف، لوتسك، وتشيرنيفتسي هجمات مماثلة في 12 يوليو 2025، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 14 آخرين في تشيرنيفتسي، مع أضرار كبيرة في البنية التحتية.
كما سجلت هجمات أخرى في يونيو ويوليو 2025 أعدادًا قياسية من الطائرات المسيرة، حيث وصلت إحدى الضربات إلى استخدام 728 طائرة مسيرة و13 صاروخًا في ليلة واحدة.
جهود السلام وردود الفعل الدولية
تتزامن هذه الضربات مع محاولات دبلوماسية متعثرة لإنهاء النزاع. اقترحت أوكرانيا جولة جديدة من محادثات السلام مع روسيا، لكن جولتين سابقتين في إسطنبول لم تحققا تقدمًا ملموسًا سوى في تبادل الأسرى واستعادة جثث الجنود.
من جانبها، أعلنت روسيا استعدادها لمواصلة المحادثات، لكنها تمسكت بشروط تشمل نزع سلاح أوكرانيا وتأمين الاعتراف الدولي بالأراضي التي تسيطر عليها.
في سياق متصل، أمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا 50 يومًا للتوصل إلى اتفاق سلام، مهددًا بعقوبات إضافية. كما وافق الاتحاد الأوروبي في 18 يوليو 2025 على حزمة عقوبات جديدة تستهدف المصارف الروسية وتخفيض سقف أسعار النفط الروسي للحد من تمويل الحرب.
تحديات الدفاع الجوي
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الحاجة الملحة لتعزيز الدفاعات الجوية، مشيرًا إلى أن وتيرة الهجمات الروسية تتطلب قرارات سريعة من الحلفاء لتوفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي وصواريخ الاعتراض. وفي الوقت نفسه، أعلنت الولايات المتحدة استئناف إرسال بعض الأسلحة إلى أوكرانيا بعد توقف مؤقت، بما في ذلك ذخائر 155 ملم وصواريخ موجهة بدقة.
الوضع على الأرض
تستمر روسيا في تصعيد هجماتها الجوية بالتزامن مع تقدمها على الجبهات الشرقية، مما يضع ضغطًا كبيرًا على القوات الأوكرانية.
في المقابل، تواصل أوكرانيا شن هجمات مضادة داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك ضربات بطائرات مسيرة استهدفت قواعد جوية ومنشآت نفطية في يناير ويونيو 2025.
هذا الهجوم يعكس استمرار التصعيد العسكري في النزاع المستمر منذ فبراير 2022، مع تزايد الخسائر البشرية والمادية في ظل غياب تقدم ملموس نحو السلام.