الهند تختبر صواريخ نووية ليلًا.. استفزاز مباشر لباكستان ورد مرتقب بالصواريخ “شاهين” و”عبابيل”

في خطوة تحمل أبعادًا استراتيجية ورسائل ردعية، أعلنت وزارة الدفاع الهندية نجاح اختبارات ليلية لصاروخين باليستيين محليي الصنع، وذلك في إطار تدريب ميداني يُحاكي ظروف قتال حقيقية، ويؤكد جاهزية القوات النووية الهندية.
تفاصيل الإطلاق وخصائص الصواريخ
تمت التجارب في ميدان الاختبار المتكامل (ITR) في منطقة تشانديبور الساحلية، تحت إشراف القيادة الإستراتيجية للقوات المسلحة الهندية (SFC)، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة الترسانة النووية.
Prithvi‑II: صاروخ يعمل بمحرك سائل، يبلغ مداه حوالي 350 كم، ويستطيع حمل رأس تقليدي أو نووي يصل إلى 500 كجم.
Agni‑I: صاروخ متوسط المدى يعمل بمحرك صلب، بمدى يتراوح بين 700 إلى 900 كم، وقادر على حمل رأس حربي حتى 1,000 كجم، ويُطلق من منصة متحركة (TEL).
رسائل متعددة الأبعاد
وصفت وزارة الدفاع التجارب بأنها “ناجحة من جميع الجوانب الفنية والعملياتية”، مشيرة إلى تحقيق الأهداف المرتبطة بـالجاهزية القتالية الليلية، وكفاءة أنظمة الرصد والتوجيه والاتصال.
تأتي هذه التجارب في إطار سياسة “الردع الحد الأدنى الموثوق” التي تنتهجها الهند، لكنها، وفق مراقبين، تحمل رسالة ضغط مباشر إلى باكستان، لا سيما وأن مدى الصواريخ المختبرة يضع معظم الأراضي الباكستانية داخل نطاق التهديد النووي، بما في ذلك العاصمة إسلام آباد ومدن لاهور وكراتشي.
استفزاز متعمد أم استعراض للقوة؟
يرى محللون أن توقيت الاختبارات ومكانها وظروفها الليلية تُعد رسالة واضحة بأن الهند تسعى لتأكيد تفوقها في سباق التسلح النووي جنوب آسيا، في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات متصاعدة من القوى الدولية في بحر العرب والمحيط الهندي.
التجربة أعادت إلى الواجهة القلق الباكستاني المزمن من نوايا نيودلهي، خاصة في ظل العقيدة النووية الهندية التي لا تستبعد خيار “الضربة الاستباقية” إذا ما تم تقييم تهديد وشيك.
كيف سيكون رد باكستان؟
تشير التقديرات إلى أن الجيش الباكستاني قد يرد بإجراء تجارب مماثلة على صواريخ “Shaheen-III” أو “Ababeel” ذات الرؤوس المتعددة (MIRV)، وهو ما قد يُعيد موازين الردع إلى حالة “التوازن القلق”.
وتُعد باكستان ملتزمة بعقيدة “الرد السريع والفعال”، ما يجعل أي استعراض هندي مفرط للقوة النووية محفوفًا بمخاطر التصعيد الإقليمي، خصوصًا في ظل غياب قنوات تواصل مباشرة فعّالة بين الطرفين.
مخاوف من تصعيد إقليمي
في ظل هذا التصعيد التقني والاستراتيجي، يتزايد قلق المجتمع الدولي من احتمالات الانزلاق إلى نزاع نووي غير محسوب العواقب، خاصة مع التوترات التاريخية بين البلدين منذ تقسيم شبه القارة عام 1947.
ورغم أن كلا الطرفين يلتزمان بعقائد نووية تركز على الردع وليس الهجوم، إلا أن السباق في تطوير وتحديث الأنظمة الصاروخية قد يُحوّل التهديدات إلى واقع في حال حدوث تصعيد سياسي أو عسكري مفاجئ.